IMLebanon

رسالة من سلام إلى سلمان

وفد فرنسي في بيروت

فيما كان رئيس مجلس الوزراء تمام سلام يباشر الاتصالات مع قادة السعودية ودول مجلس التعاون، تمهيداً لجولة عليها على رأس وفد وزاري كما تقررفي مجلس الوزراء، بهدف «تصويب العلاقة وإزالة أي شوائب قد تكون ظهرت في الآونة الأخيرة»، كان السفير السعودي علي عواض عسيري «يفرمل» هذه الاندفاعة بموقف اعتبر فيه انّ «الخطأ الذي ارتكب بحق بلاده هو خطأ كبير وبالتالي مطلوب تصحيحه»، من دون ان يحدد كيفية تصحيح هذا الخطأ.

برغم ذلك، يواصل سلام مساعيه لتصحيح ما اعتبره هو شخصيا «خطأ موقف وزير الخارجية جبران باسيل في مؤتمر جدة الاسلامي»، فاستقبل امس، عسيري في حضور القائم بأعمال السفارة ماجد الشراري وتناول البحث العلاقات اللبنانية – السعودية.

وبعد اللقاء الذي استمر اكثر من ساعة، اكتفى عسيري بالقول ان زيارته «جاءت بناء على دعوة من الرئيس سلام، الذي حملني رسالة الى خادم الحرمين الشريفين وسأنقلها نصاً وروحاً الى قيادتي الرشيدة».

وعلم ان سلام حمل عسيري رسالة شفهية للملك سلمان اكد فيها على خيار لبنان بالاستمرار بأفضل العلاقات مع السعودية وتمسكه بخياره التاريخي بالاجماع العربي، متمنيا اعادة النظر بالقرار السعودي.

ويفترض ان يتقرر موعد زيارة سلام الى الرياض في ضوء الرد السعودي على رسالة رئيس الحكومة.

ودعا عسيري في مقابلة مع «وكالة الصحافة الفرنسية» الحكومة اللبنانية الى معالجة الاخطاء التي ارتكبتها «جهة معينة في الحكومة اللبنانية» تجاه بلاده، «بحكمة وشجاعة».

واتهم «احد كبار المسؤولين في الحكومة اللبنانية» بارتكاب «خطأين بشكل متتال تجاه المملكة العربية السعودية»، مضيفا ان «ما ارتكب من جهة معينة في هذه الحكومة هو الذي أزعج المملكة وأزعج قيادتها، وبالتالي من المفترض ان يعالج هذا الامر بحكمة وشجاعة».

واعتبر ان ما قامت به الحكومة اللبنانية «لم يكن كافيا وشافيا عن موقف لبنان في المحافل الدولية تجاه المملكة»، مضيفا «هذا البلد يرتبط بعلاقة وثيقة وتاريخية مع المملكة.. وبالتالي كنا نتوقع منه افضل من ذلك».

في غضون ذلك، عُلم ان وفدا عسكريا فرنسيا موجودا في بيروت منذ يومين، قد باشر سلسلة لقاءات مع الجهات المعنية للبحث في تفاصيل القرار السعودي وكيفية التعامل مع الهبة السعودية المدفوع من ثمنها ما نسبته عشرين في المائة (600 مليون دولار من أصل ثلاثة مليارات دولار). وزار الوفد لهذه الغاية وزير الدفاع سمير مقبل برفقة السفير الفرنسي ايمانويل بون.

وقال مقبل، بعد لقائه السفير الفرنسي اننا تبادلنا المعلومات حول الهبة السعودية «وقد وعدنا السفير بون باجراء الاتصالات اللازمة بهذا الشأن»، كما أبلغه بون سعي بلاده «لمتابعة الحوار مع السعودية لاعادة المياه الى مجاريها بهدف تنفيذ برنامج تجهيز الجيش».

وعن مسار جلسة مجلس الوزراء المقررة اليوم، قال مصدر وزاري لـ«السفير» انه يفترض ان تكون هذه الجلسة لاستكمال البحث في بنود جدول الاعمال المتبقية من الجلسات السابقة، «واذا أرادها البعض أن تكون جلسة سياسية.. فلكل حادث حديث».