أسمح لنفسي بأن أوجّه لحضرتكم هذه الرسالة وأعترف مسبقاً بأنّني لست أكثر معرفة أو وطنية أو التزاماً من غيري ولكنني كباحث عتيق في جغرافية لبنان وتاريخه وتركيبته السوسيولوجية وواقعة الجيو-سياسي ومساره ومصيره… على خطى ميشال شيحا، أجد من واجبي الروحيّ والأخلاقيّ والفكريّ والوطنيّ أن أتوجه إليكم وبكل احترام ومحبة، بهذه الرسالة الصغيرة والمعبّرة في موضوع يعنيكم ويعني اللبنانيين جميعاً ألا وهو اختيار الرئيس المناسب للجمهورية والشخصية المؤهّلة والمتوافق عليها لشغل هذا المنصب.
أعرف، وتعرفون، أن لدينا باقة متعددة ومتنوعة من الشخصيات المارونية الكفوءة لاستلام هذا المنصب. وهي شخصيات نعرفها وتعرفونها ونقدّرها وتقدّرونها، ونحترمها وتحترمونها!
وأعرف وتعرفون أنّ لدى كل شخصية منكم مرشحاً يعمل ويأمل أن يصل سراً وعلانية وهذا من حقه وواجبه!
وأعرف وتعرفون أن خياراتكم دقيقة وصعبة في ظل التجاذب الداخلي والاقليمي والدولي على لبنان والمنطقة.
وأعرف وتعرفون أن من يقع عليه الخيار ينبغي أن يتحلى بالمواصفات التي تجعله يحظى باهتمام واحترام وتقدير كل الطوائف والزعامات والأحزاب والقوى الحية في المجتمع.. أو بمعظمها على أقل تقدير!
ولكن دعوني أصارحكم بأن كل اختيار له مبرراته النابعة من المواصفات الشخصية والوطنية والفكرية والسياسية للمرشح وهي مستوحاة من تاريخ الرجل ومساره السياسي والعقائدي والأخلاقي على امتداد نصف قرن بحيث بقي رجل الرهان على شعبه ووطنه… وليس رجل الارتهان للآخرين؟
ويمكن اختصار هذه المواصفات بأربع أساسية:
أولاها: صفته التمثيلية لطائفته ووطنه بأن يكون لبنانوياً مارونياً بالمعنى الايديولوجي والجيو-سياسي للكلمة وليس بالمعنى السياسي والرقمي.
ثانيتها: تاريخ علاقته بالعائلات اللبنانية «المتشاركة» وموقعه على الخريطة اللبنانية جغرافياً وطائفياً وفكرياً وسياسياً، أي: تاريخ نضاله السياسي.
ثالثتها: مدى قدرته على التوقع والتبصر (prévoyance) في بلد يواجه الصعوبات والمطبات والصراعات وهو لوضعه الصعب بحاجة لسلطة الأفكار وليس لسلطة الأوهام.
رابعتها: إن حكم الأفكار يعني، أول ما يعني، حكم الدستور والقانون خدمة للمجتمع وفي ضوء فهم عميق وصحيح للتركيبة المجتمعية اللبنانية والإنماء المتوازن. من هنا ضرورة ووجوب أن يكون رئيس لبنان، أول ما يكون، رجل دستور وقانون وعدالة وإنماء وخاصة في ظروفنا الحالية الصعبة. وليس من قبيل الصدف أني كون ميشال شيحا واضع أول دستور للبنان عام 1926 هو، ويبقى معتبراً حتى اليوم، وغداً، الرئيس الفخري غير المنتخب للجمهورية اللبنانية.
إن الشخص المكمّل لخط ميشال شيحا حالياً، فكراً ودوراً ورسالة، وواضع مشروع تعديلات دستور الطائف أنه بكل فخر وتواضع في آن المحامي إدمون رزق.
فهو رمز وحدة اللبنانيين
وأحد أبرز رجال الدستور في لبنان.
وهو اللبنانويّ الماروني الحامل في عقله وقلبه لبنان الكيان النهائي من البحر المتوسط الى خط القمم الشرقية ومن «درجة الحمرا» جنوباً الى «ممر الزمراني» شمالاً.
وهو المناضل لأكثر من نصف قرن في خط الفلاحين الموارنة المقاومين من أجل الحرية في كل لبنان وجنوبه خاصة.. ومدينة الشلّال جزين تحديداً! والعامل للوئام والوصل بين جبل المشايخ الدروز وجبل عامل الشيعة.
وهو رجل العروبة انتماء وبلاغة وثقافة وحضارة،
وهو رجل الإمامة المنبريّة العاشورائية على امتداد الجنوب وبيروت والبقاع طوال أربعين عاماً بشهادة الأئمة الشيعة والقادة وفي مقدّمهم الإمام موسى الصدر والرئيس نبيه برّي!
باختصار ووضوح ومسؤولية: نحن أمام خيار مناسب للبنان واللبنانيين، جميع اللبنانيين.. والعرب.. والعالم!
يأمل اللبنانيون أن يسمعوا من القادة المتحاورين كلاماً يقوله البطاركة، عندنا، لدى تنصيب أحد المطارنة على كرسيه الرعويّ: .. «إنه لمستحق ومستاهل».
حقاً، إن إدمون رزق لمستحق ومستاهل!
وفّقكم الله
ورعى لبنان.. واللبنانيين!