اطلق نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مجموعة نكات سياسية لم يحسب حسابا لمردودها، لاسيما عندما دعا الى التزام الدستور والطائف، مشددا على نظرته الى النسبية في الانتخابات النيابية، من غير ان يتوقف عند فارق العدد ازاء هذه الطائفة او تلك، وازاء هذا العدد الفضفاض من الناخبين في طائفة معينة على حساب الطوائف الاخرى، المقصود هنا العدد الضخم من الناخبين الشيعة، وهيهات لو قبل سماحته بالمشروع الارثوذكسي الذي يملي على كل طائفة انتخاب نوابها.
اما النكتة الاخرى فتناول فيها الشيخ نعيم «لبنان الذي يعيش تحت وصاية المصالح الاجنبية»، حيث لن يقبل بأن نخطو خطوات تجعلنا اسرى لمال النفط، من غير ان يحدد مصدره وما اذا كان ايرانيا الا في حال كان خياره الشعب اللبناني، املا في ان تكون الخيارات ذاتية مع بقية الشركاء في الوطن حيث ليس من المعلوم ما اذا كانت المنطقة مهيأة لان تخرج من ازمتها في وقت محدد داعيا الى الكف عن تلقي المعلومات والاملاءات من الاخرين، من دون ان يأتي على ذكر الاملاءات التي تصل الى حزب الله من الاخرين، معتبرا ان هناك مشكلة تأتينا من دول عربية نفطية لها حق على جزء من الشعب اللبناني، فيما الحق الايراني محصور ماديا ومعنويا بالجمهورية الاسلامية في ايران، وقيادات هذا الجزء وحوله بفيتو نفطي لا مجال امام احد لخرقه حتى ولو كان المقصود الحليف من عيار رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون غير المسموح له بأن يعرف مصادر الدخل المالي من غير حاجة الى ان يتدخل في الامر (…).
كذلك، ومن ضمن النكات السياسية دعا الشيخ نعيم قاسم الى احترام الدستور والالتزام بميثاق الطائف، فيما لا احد يعرف كيف يمارس الحزب احترامه للدستور في ظل التصرف كدولة ضمن دولة، «لان المرحلة حساسة للغاية في تاريخ لبنان والمنطقة والا تحاول كيف بوسع جماعة او جهة ان تستأثر وتأخذ المزيد من المصالح التي تقع في سياق مصالح الاخرين، على اساس ان اتفاق الطائف تضمن كيف تأخذ كل طائفة حصتها من غير حاجة يعبثون بالاتفاق على مدار الساعة متجاوزين الدستور والقواعد والقوانين والاعراف (…)
هذا المسلسل من النكات طرحة الشيخ نعيم قاسم وكأن حزب الله جمعية خيرية توازي الصليب الاحمر في نشاطه السياسي والاجتماعي، كي يقول ان كل جهة تريد جذب الجبهة الاخرى الى جانبها ما ادى ويؤدي الى مراوحة الامور مكانها، داعيا الى من يجب عليه ان يتذكر ان البلد من دون رئيس منذ سنة ونصف، لتدرك ان الطريق السياسية المعتمدة لا تؤدي الى نتيجة ومن المفروض البحث عن طرق اخرى كي لا تستمر الدعابة من وجهة نظر الشيخ نعيم وسماحة السيد حسن نصر الله حيث تنقلب الاية باتجاه التصرف بحسب لا قانونية العمل السياسي والسلوك والممارسة (…) كما تساءل الشيخ نعيم «اذا كان هذا البعض لبنانيا لا طائفيا فما هو مشروعه للانتخابات النيابية الذي يؤكد عدم وجود عقلية طائفية وكيف تتفاهم معه على انتخاب رئيس للجمهورية يتناسب مع الخيار الشعبي الذي لم يحدده باستثناء قول الشيخ ان مرشح الحزب هو العماد ميشال عون الذي يمكن ان ينجح على الرغم من التعدد الطائفي، عندما يؤمن قادة الطوائف بأن لهم حصصا ومواقع عليهم ان لا يتجاوزوها ليأخذوا حصصا ومواقع من الاخرين «عندها يمكن ان يصلح الحال ونستطيع ان نتفق مع شريكنا في الوطن وننجح!
هذا المشروع السياسي لحزب الله غير قابل للنقاش لانه يتجاوز وجهة النظر التي يحدد اطارها من خلال نكتة الطائف والدستور الذي يفهمه على طريقته الخاصة ومن بعده الطوفان في حال كان مرشحه ميشال عون او اي مرشح اخر، لان اللعبة لن تستمر الا في حال استمر نجاح التواصل مع الاخرين، طالما ان لكل جهة وجهة نظر مرفوضة من سواه الا في حال وقع الخيار على حزب الله كي يجعلها تعبر طريق الدستور وقانون الطائف الذي يحتاج بدوره الى من يقنع العماد عون به، في حال بلغ سدة الرئاسة او في حال ظل يعاني من وحدانية سلاح المقاومة غير الشرعي القائم على اساس انه دولة ضمن دولة!
وفي عودة الى خشية الشيخ نعيم قاسم من المال السياسي من الضروري سؤاله عن المال السياسي لحزب الله الذي يسعى من خلاله الى تحديد مالية اتفاق الطائف وغيره، لمجرد انه محسوب على الخزانة الايرانية التي تحتم عليه ان يحدد من هو مرشحه لانتخابات الرئاسة من غير حاجة الى اقناع عون بما يقبل باتفاق الطائف والسير بالنسبية لان لكل طرف منهجية مختلفة عن سواه باستثناء منهجية انا الرئيس او لا احد؟!