IMLebanon

سفراء العواصم الكبرى كانوا مع التمديد

باتت مرحلة التمديد للمجلس النيابي ليست كما قبلها باعتبار ما جرى الاربعاء الفائت شكل محطة جديدة على المستويين البرلماني والسياسي في حين ان الابرز يكمن في الفرز السياسي الذي حصل بين حلفاء الصف الواحد وبمعنى اوضح يتوقع ان يكون لهذا التمديد تداعياته على غير مستوى وصعيد. وهنا تكشف اوساط سياسية متابعة ان مواكبة اقليمية ودولية جرت في الساعات الماضية في اطار تقييمي لما جرى في المجلس النيابي والمعلومات تشير الى ان سفراء العواصم الكبرى كانوا مع خيار التمديد وعرضوا هذا الامر في اطار لقاءاتهم مع الزعامات والقيادات والقوى السياسية اللبنانية بمعنى انهم يرون ان الاهمية في هذه المرحلة تنحو باتجاه الحفاظ على استقرار لبنان ومواجهة الارهاب وانتخاب رئيس للجمهورية. وعلى الرغم انهم ومن خلال تقليدهم السياسي حول الديموقراطية ومفهومها وتجسيدها، اذ يشجعون دائما على حصول مثل هذه الاستحقاقات في مواعيدها الدستورية وكانوا مرتاحين لما جرى في افغانستان وتونس وغيرها من دول شهدت خضات وتحولات سياسية وامنية، فانهم وفي المقابل على بينة تامة من الخصوصية اللبنانية السياسية والطائفية والمذهبية والجغرافية وكل ما يحيط بلبنان بصلة، اي ان هؤلاء السفراء وبالتالي كذلك موقف حكوماتهم، يعلمون ان هنالك استحالة لحصول الانتخابات النيابية في ظل الظروف التي يعيشها لبنان وخصوصا ما حل مؤخرا في عرسال وطرابلس واستمرار الخطر الارهابي جاثما على صدور اللبنانيين.

وفي غضون ذلك تضيف مصادر في تيار المستقبل هنالك اجندة اقليمية ودولية توافقية على عناوين اساسية لدعم لبنان وتحديدا تسليح الجيش اللبناني ومن هذا المنطلق ما جرى في القصر الملكي في الرياض شكل انعطافة مهمة على صعيد تسليح الجيش اللبناني وحظي بمباركة دولية لما لهذا الدعم من ايجابيات على صعيد تثبيت السلم الاهلي في لبنان ومحاربة الارهاب ومواجهته اضافة الى ان عملية التسليح وبعد المكرمة السخية من قبل المملكة العربية السعودية سيكون لها وقعها على عواصم القرار والدول المعنية بدعم الجيش ولا سيما واشنطن وموسكو وباريس.

وفي السياق عينه تتابع المصادر نفسها لافتة الى ان التمديد في المجلس النيابي كان على مستوى قراءاته من كل جوانبه شبيها الى حد كبير باتفاق الطائف لان من ركب الموجة آنذاك كان له موقع سياسي وسواه واخطأ من هاجمه وحاربه بمعنى التمديد حصل في المجلس النيابي الا انه كان موضع اجماع اقليمي ودولي ومن هنا كان على من قاطع لاسباب سياسية وشعبوية النظر مليا في الظروف التي استدعت حصول هذا الخيار وان كان غير ديموقراطي وغير شعبوي ولكن ليس في اليد حيلة «ومكره اخوك لا بطل».

وعليه وبعدما بات التمديد واقعا وقضي الامر ان المعطى الاخر والذي يحظى بعناية اقليمية ودولية فيتمحور على حد قول المصادر، حول الاستحقاق الرئاسي الذي بدوره على هذه الاجندة للمحورين الاقليمي والدولي كونهم يدركون اهميته وضرورة حصوله والان باتت الارضية مهيّأة لولوج هذا الاستحقاق بعدما حصل التمديد. وهنالك اجواء مؤكدة تؤشر الى ان الاطراف الاساسية توافقت قبل التمديد على معادلة «ليكن هذا الخيار وبعدها تجري الانتخابات الرئاسية، وبالتالي بكركي لا تعارض ما جرى في المجلس النيابي اذ يهمها ان يكون هنالك رئيس للجمهورية لخصوصيات وظروف وعوامل كثيرة.