يتضح من مواقف الحاج محمد رعد المنبرية، أنه يعرف عن سياسة أميركا في المنطقة وفي لبنان، أقلّ ممّا يعرفه النائب السابق نجاح واكيم بكثير. ففي التحليل، يبني واكيم نظريات لا تمت إلى الحقيقة بصلة، وهي صورة طبق الأصل عن كراهية متأصلة. وفي المعلومات، يوحي رعد للمطقطقين بالمسابح، أنه يملك من الأسرار المستقاة من داخل الإدارة الأميركية ما لم يتح لأنطوني بلينكن شخصياً أن يمتلكها. قبل أن تصل تقارير دوروثي شيا أو الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين إلى الـ United States Department of State تكون على طاولة الحاج، يفكك شيفراتها، ويدقق بما خلف سطورها، والحاج بالمناسبة غير ملم بالإنكليزية. لكنه يتفرّس بالأحرف والكلمات الأجنبية ويصل إلى خلاصات وأحكام من دون مساعدة صديق أو كان اسمه “غوغل ترانسلايتر”.
لم يلتقِ الحاج رعد أميركياً في حياته لكنه خبير بمبعوثيهم. وفاضح لمؤامراتهم وألاعيبهم وعليم بمكنونات صدورهم. لا شيء يُخفى على الحاج. فهوكشتاين، أو هوكستين، “جاء الى لبنان في الايام الماضية للعب دور الثعلب في قسمة الجبنة بين المتخاصمين”. وأي دور يلعبه الثعلب؟ أعرف أن الثعلب ماكر خبيث يملك حاسة شم قوية وحاسة سمع رهيبة. لكنه لا يقاسم ولا يقسم ولا يشارك أحد في طرائده.
أعرف من الثعالب البشرية ثعلب الصحراء إيرفن روميل، وكان قائداً مبدعاً في الخطط العسكرية بشهادة المؤرخين. ومنعاً للبس لا معرفة شخصية بيني وبين القائد النازي.
وأعرف الثعلب الذي أرعب الذئاب هو إيلييتش راميريز سانشيز أي كارلوس. العام 1994 وقع في الفخ ولم يفترسه أي ذئب.
وأعرف جون ماكين الذي وُصِف بأنه “بطل حرب وثعلب سياسة وصريح الكلام”. وهنري كيسينجر (99 عاماً) اشتهر بأنه ثعلب السياسات الأميركية.
ويعرف زملائي في قسم الرياضة الثعلب غسان سركيس.
أما الثعلب هوكشتاين، فعنه يُسأل محمد رعد.
ثعالب السياسة الخبثاء كثيرون يا حاج. بينما لا تجد من يحمل لقب دب سوى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. يتصف الدب عموماً بالخجل والفضول وقد ارتبطت صورة السياسة الروسية على مدى عقود في أذهان الكثيرين بالدب الروسي الغبي. وبعيداً من السياسة كل زوج لا يتقن الرومنسية في التعاطي مع زوجته، خصوصاً في عيد الحب، هو دب.
وكل منكب على العمل لساعات متأخرة من الليل هو دب شغل.
وكل طالب مجتهد، (وليس كل مجتهد ذكي) هو دب حفظ.
وكل ضخم ومتعجرف وعدواني في ممارسته السياسية والوطنية هو دب. واللبيب من آخر سطر يفهم.
