Site icon IMLebanon

بعد 16 أيار

 

 

يطيب لرئيس تكتل «حزب الله» النيابي محمد رعد أن يذكرنا من حين إلى آخر بما ينتظرنا بعد 16 أيار. يسبقه لسانه ويفضح مخططات المحور الإيراني المانع لحياة كريمة في لبنان. وأشهر ما ينتظرنا، يتجلى في موقفه السابق من النفط في البحر، وذلك قبل حوالى الشهر، عندما أعلن قرار حزبه إبقاء «غازنا مدفونا في مياهنا» لحمايته من الإسرائيلي على حد زعمه، ومن لا يعجبهم، ترك الحاج لهم خياراً واحداً بأن «يبلطوا البحر».

 

وما ينتظرنا لن تغيره وعود المنّ والسلوى التي وجد أنها لزوم المرحلة، لذا حاول ترقيع فعل التبليط، واستبداله برسالة إلى الأتقياء الأنقياء من العمالة والخيانة، تتضمن تلويحاً بالتنقيب عن الغاز والنفط مجاناً ومن دون أي تكاليف أو شروط بالتبعية والتطبيع مع إسرائيل.

 

وعلى الناخب أن يطيع لمنع «صهاينة الداخل» من الوصول إلى الندوة البرلمانية، وتحديداً في مربعات الحزب التي يسودها نظام ديكتاتوري يحول دون ظهور مرشحين معارضين له، يبدأ قانون العقوبات فيه بـ»السحسوح» والحرمان من بطاقات الإعاشة، وينتهي بكاتم الصوت، لمن لا يمكن ضبطه وقمعه وإلزامه بعدم الخروج عن النص.

 

على هذا الناخب أن يسكت جوعه وجوع أولاده بما يحصده من الزرع على الشرفات والسطوح والحدائق الخلفية. وأن يستنير بقبس من نور الكهرباء الموعودة من إيران، وأن يتحضّر لبحبوحة سوف تغرق اللبنانيين وتدلّلهم، عندما يبلعنا الاحتلال الإيراني كلياً. وإلا ستصبح عملية تبليط البحر نكتة سمجة حيال ما يمكن أن ينتظر المتمردين.

 

بالطبع، لا الحاج محمد ولا غيره من المتنافسين على الكراسي ولا العهد الحالي ولا الحكومة الحالية، يمكن أن يصارحوا اللبنانيين بما ينتظرهم فعلاً بعد 16 أيار.

 

وبالطبع قبل ذلك، ستتدفق الرشاوى الانتخابية وستجمّد القرارات المصيرية غير الشعبية، وسنشهد حملات شرسة ضد كل من يهدد مشروع «حزب الله» لمصادرة أكثر من ثلثي المجلس، وسيتم بما تبقى من أموال المودعين تجميد الانهيار، او لجمه ليتسرب قطرة… قطرة، تجنباً للانفجار الشعبي الذي قد يطيح المشروع، حتى تقفل الصناديق…

 

وبعد ذلك الطامة الكبرى. كل مطالب اللبنانيين سيصار إلى تصفيتها وبيعها في سوق الخرضوات.

 

كل حديث عن وعود كهربائية ستكهرب بدننا. وإلا كيف نفسر ترشيح ثلاثة وزراء سابقين فاشلين فاسدين للطاقة سوى أن العتمة باقية؟؟

 

كل القطاع القضائي سيصبح أشلاء لن تجد من يلمّها… كل حديث عن جريمة تفجير المرفأ سيتم تحريمه وتغريم الناطق به. كل المنظومة المجرمة ذاتها ستعود، وإلا كيف نفهم ترشيح المطلوبين بجريمة تفجير المرفأ سوى أنه قتل متعمّد لأهالي 220 ضحية؟؟

 

وكل القطاع المصرفي سينهار لمصلحة ورثة جدد من مرتزقة المحور الإيراني… والا كيف يتم ترشيح مصرفيين تسببوا في ذل الناس وقهرهم وحرقة قلوبهم على جنى العمر، بدعم من مصادري السيادة؟؟

 

ما بعد 16 أيار عناوينه واضحة، وعلة هذا الوضوح الممهد للقضاء النهائي على الشعب اللبناني الذي يسعى إلى خبزه كفاف يومه بمزيد من التعذيب والتنكيل ومن دون رصاصة رحمة… اللهم إلا إذا فهم هذا الشعب أن يأسه من الوطن وامتناعه عن واجب الاقتراع لغير أزلام هذه المنظومة لا يختلف بتاتاً عن استسلامه للأحزاب وإعادة ممثليهم إلى الندوة البرلمانية..

 

ما بعد 16 أيار هو الخطر الأكبر.. والتصويت ضد المجرمين، كبارهم وصغارهم، يستطيع قلب الموازين الجهنمية… باتجاه الحلم بدولة ومؤسسات.

 

هو الخطوة الأولى من مسيرة تحرير لبنان.

 

لا خيار لدينا..