يمرّ عامٌ على غياب شخصية عظيمة من أركان لبنان، هذه الشخصية طبعت الحياة السياسية في لبنان لمدة تنيف عن خمسين عاماً، من باب الخدمات والعطاء السخي، عنيت به دولة الرئيس ميشال المرّ، المهندس الناجح والقيادي البارز والشخصية النادرة.
فيما طبع حياته على الخدمة اللائقة باستجابة قاصديه وطالبي أُنسه وأفضاله، سطع نجم هذا الرجل الفذّ في ستينات القرن الماضي، ليتقلّد القيادة المثلى والرتبة الأسمى نائباً في الندوة البرلمانية ووزيراً، بل نائباً لرئيس الوزراء في أكثر من دورة، وكان حسن اختيار الناس لهذه الشخصية للإضطلاع بهذه الرسالة على أعمق ما تُمثل، فأحبّوه أكثر فأكثر، بل احترموه وكرّموه ولاقوه بأفضل، وهو عنوان المحبة والعطاء والأريحية، وكان قضاء المتن محظوظاً بهذه الشخصية المحببة، بل لبنان على امتداده قادرٌ فضله وعارفٌ أهميته ومركزه.
كان الطيب الذكر مُحباً ومسالماً بل مُسامحاً، إذا اساء اليه أحدٌ، ومن صفات الكرام غضّ النظر عن النقائص التي تصدر عن الآخرين، وهذا شأن الكبار والشاعر يقول:
«إذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادِها الأجسام»
عرفته عن قُرب، وكانت محبتي له شخصية، محبةُ الأخ الصغير وهو بمقام الأب والأخ والقدوة والمثل الحسن، ما يدعوني اليوم ويدعو كثيرين آخرين أن ينسبوا الفضل لأهله والرجال الرجال قليلون بل نادرون، وهو في طليعة الذين أخلصوا للرسالة وأسرعهم للمبادرة بل المبادرات الآيلة الى نفع الأفراد والمجتمع والوطن على حدّ سواء.
ايها الكبير الغائب الحاضر، ذكرك في القلوب صامدٌ ومحبتك واحترامك فكرٌ واجب. أُصلّي مع عائلتك، بل عائلتك الكبيرة، ان يكون الخالق مكرّماً لك في الخلود كما انك مكرّمٌ بيننا في هذا العالم الزائل.
وحتى نلتقي في السماء، استودعك محبة لبنان وعناية يسوع الحبيب.