IMLebanon

ميشال عون رئيس جمهورية دولة المريخ  

 

حتى الآن لايزال رئيس الجمهورية ميشال عون يحاول خرق الدستور والتلاعب به، فتارة يؤخر الدعوة الى الاستشارات الملزمة، فيما يفاوض خلال تشكيل الحكومات من خلال صهره المدلل جبران باسيل. وها هو اليوم ولبنان ينحدر بسرعة نحو الهاوية: اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، واللبنانيون يتطلعون بكثير من الأمل لتشكيل حكومة مهمة إنقاذية من اختصاصيين غير مسيّسين، يفاوض الرئيس المكلّف على شكل الحكومة وتشكيلتها وكأنه رئيس جمهورية المريخ، لا رئيس جمهورية لبنان.

 

نحن نفهم أن يقفز عون فوق »روح« الدستور، وهو أكثر من تمرّد على الدستور خلال مسيرته السياسية، وأكثر من غطّى خرق الدستور، وضرب هيبة الدولة والقانون، فقبل وصوله الى رئاسة الجمهورية، كان أول من خرق الدستور وبمساعدة من حليفه »حزب الله« في فرض شغور رئاسي قاتل، مدّة عامين ونصف العام.

 

نحن نفهم أن يكون حزب الله الطرف الذي يقود العربة من الخلف، فيما يجلس عون في المقعد الأمامي. ولكن ما لا نفهمه حتى الآن، على الرغم من دقّة المرحلة وخطورتها الاقتصادية والسياسية، هو ألاّ ينتفض المعنيون بالشأن السياسي، رفضاً لهذا الخرق المستمر للدستور.

 

ان الشراكة الوطنية والقوانين انتهكت بشكل شبه متواصل منذ بداية عهد الرئيس ميشال عون ولتاريخه.. والأمثلة كثيرة.

 

نبدأ بخطاب القسم الذي أشار فيه الى »ان بلوغ الاستقرار الأمني لا يتم إلاّ بتنسيق كامل بين المؤسسات الأمنية والقضاء«… ونسأل: هل نفّذ رئيس الجمهورية قسمه هذا؟ وهل قام بهذا التنسيق؟

 

أولاً: لقد سيطر على القضاء وتدخل في شؤونه الى أبعد الحدود، ليكون في خدمة أهدافه وأهداف صهره باسيل. وآخر مثال: أين هي التشكيلات القضائية التي أقرّها مجلس القضاء الأعلى لقد أوقفها فخامته وكأنّ شيئاً لم يكن؟

 

ثانياً: لقد طلب رئيس الجمهورية إعادة النظر في قرار حكومة دياب المتخذ في جلسة رسميّة تتعلّق بخطة الكهرباء.. وأعاد تثبيت سلعاتا أولوية موازية لمعامل الانتاج الكهربائي أسوة بالزهراني ودير عمار، ما شكّل مفارقة موجعة للحكومة تمثّلت بالعودة الى »بيت الطاعة« العوني.

 

ثالثاً: أين أصبح كلام فخامة الرئيس عن الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي. وقد انحدرت المؤشّرات الاقتصادية في عهده الى أدنى مستوى بين دول العالم، في ما عدا فنزويلا التي تحتلّ المركز الأسوأ والأخير. ونسأله: أين الخطط الاقتصادية التي وعدتم بها؟ إن عدم تنفيذها أفقد لبنان ازدهاره الاقتصادي واستقراره المالي، والدين العام وصل الى حدود الـ100 مليار دولار، ما سيوصل لبنان الى حدود اقتصادية وماليّة متردّية، لم يشهدها في تاريخه.

 

لقد تحوّل اللبنانيون في عهده الى شعب يستعطي بعضاً من ودائعه من مصارفه، وتعاظم وضع نسبة اللبنانيين الذين هم تحت خط الفقر بنسبة تصل حسب تقارير الاختصاصيين الى 52٪.

 

رابعاً: منذ تسلم الرئيس عون مسؤولية رئاسة الحكومة الانتقالية بعد فشل الرئيس أمين الجميل في تمديد  ولايته، تسبب بحربين دمرتا البشر والحجر، أعني حرب الإلغاء والتحرير… ثم لما تمّ الاتفاق في الطائف رفض عون مغادرة قصر بعبدا، وتسليم الشرعية مقاليد الأمور، ما دفع الجيش اللبناني وبمساندة من القوات السورية الى اقتحام القصر، ليهرب عون بالبيجاما تاركاً زوجته وبناته… والقصة يعرفها الجميع.

 

خامساً: انقلب على اتفاق معراب مع الدكتور سمير جعجع، حين وصل الى الرئاسة، متناسياً المناصفة في المقاعد النيابية والوزارية المسيحية بينه وبين القوات اللبنانية.

 

سادساً: انقلب على التسوية مع الحريري، لأنه أراد الاستئثار بالثلث المعطل له ولتياره وصهره، مع اختيار الحقائب التي تخدم أهدافه ومصالحه.

 

وبعد هذا كله، يقف لبنان اليوم أمام مفترق خطير فيحاول الآخرون انقاذه، ومسؤولوه لا يريدون فأجمعت آراء مسؤولي معظم دول العالم على تحميل اللبنانيين المسؤولية، ثم جاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مرتين الى لبنان، ووضع خريطة إصلاح شاملة، يحاول الرئيس سعد الدين الحريري تطبيقها، إلا أن فخامته يصرّ على مواقفه المتعنّتة، التي تخالف الدستور والمنطق.

 

وها نحن اليوم أمام زيارة الأمين العام المساعد لجامعة  الدول العربية السفير حسام زكي، ننتظر ما ستسفر عنه الزيارة، وإن كنا أقرب الى التشاؤم، بعد كل ما حدث.

 

إن الأمين العام المساعد بعد زيارته قصر بعبدا صرّح أن هناك مسؤوليات تقع على عاتق المسؤولين اللبنانيين، ويتعيّن عليهم حلّها، وستكون الجامعة العربية طرفا مساعدا، لكنها بالتأكيد لن تحلّ مكان أصحاب القضية.

 

وأخيراً نسأل فخامة الرئيس: لماذا فتحت »قلبك« لحسام زكي ورحت تعدّد له إنجازات عهدك؟ فأين هي هذه الانجازات؟ وهل هي الـ97٪ التي تحدث عنها رئيس حكومتك؟ أم هي في خرق الدستور الذي أشرنا إليه في مستهل كلمتنا هذه؟

 

ليس هناك يا فخامة الرئيس من حلّ، إلا بعودتكم الى دستور الطائف، والكف عن تسخير الدولة لأهواء تياركم وصهركم؟

 

الحل يا فخامة الرئيس لا يكون إلا بالوحدة الوطنية، والحياد، ورأب الصدع…

 

أثبتوا أنكم لجميع اللبنانيين، ولستم لفئة واحدة او تيار…

 

هكذا يعود لبنان الى أصالته ووحدته وحضارته… وإلا فلات ساعة مندم