اذا صحّت المعلومات المتوافرة فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وفريقه لم يفاجئهما طرح الوزير وليد جنبلاط قضية إسقاط العهد.
فالتقارير التي رُفعت الى قصر بعبدا منذ ما قبل 17 تشرين ولا تزال تُرفع تضمنت هذه «النيّـات» التي تطوّرت حتى ارتقت من النيّة الى «المخطّط».
ومع أن جنبلاط لم يكن سبّاقاً الى الكشف علناً عن هذه النيات، فإنّه اعترف بأنه غير قادر وحده على نقلها الى حيّز الواقع.
وما تناهي إلينا حول هذا الموضوع يمكن تلخيصه بالآتي:
أوّلاً – منذ ستة أشهر على الأقل نقل نائب سابق (ماروني) «الفكرة» الى غير فريق. وكانت النتيجة الأولية مختلفة: فبعض من فوتح بالموضوع رفضه كلياً. والبعض الآخر وافق بتحفظ. والبعض الثالث «استمهل» قبل الجواب.
ثانياً – بين الذين فوتحوا بالموضوع حزب مسيحي. كانت ردّة فعله الاولى التحفظ، ثم أخذ رئيس الحزب يمرّر إشارات في هذا الاتجاه.
ثالثاً – أجريت اتصالات مع أطراف عربية ودولية بارزة.
وهذه الاتصالات كانت في اتجاهين: أولهما الاستئناس بالرأي. والثاني التحريض وطلب المساعدة. (وتتضارب المعلومات حول أجوبة كل من تلك الدول).
رابعاً – تُعقد اجتماعات عديدة غايتها وضع «خطة عمل تنفيذية» (…).
خامساً – السؤال الكبير من يكون البديل؟ والسؤال الأكبر الذي يتطارحه المخطّطون: ما هو دور الجيش، أو ماذا سيكون دور الجيش الذي تشير المعلومات الى أنّه ليس في هذا الوارد على الإطلاق، بل إن أحداً «لا يجرؤ» على مفاتحة القيادة بالأمر!
… ولكن في المقابل:
أوّلاً – موقف حزب الله واضح وحاسم ونهائي: فهو لا يكتفي برفض الفكرة وحسب، بل سيكون جاهزاً لترجمة رفضه على الأرض. ويشار في هذا المجال إلى أنَّ أمين عام الحزب سماحة السّيد حسن نصر الله قد جزم، في إحدى إطلالاته الأولى إثر انطلاق الانتفاضة، بأنه يدعم العهد ورئيسه (…).
ثانياً – عندما طرحنا السؤال على نيافة الكاردينال غبطة البطريرك الراعي خلال استقباله نقيب وأعضاء مجلس نقابة الصحافة كان جوابه جازماً قاطعاً حاسماً بالرفض. (للتذكير بأنّ المثلث الرحمات البطريرك صفير رفض بشدة فكرة إسقاط الرئيس إميل لحود مع أنه كان في الولاية الثانية الممدّدة، وبالرغم من عدم الانسجام والتناغم بين بكركي وقصر بعبدا في ذلك الحين… وموقف الصرح البطريركي ثابت في هذه النقطة).
ثالثاً – الرئيس ميشال عون ينطلق من أوسع قاعدة مسيحية عرفها أي رئيس أو زعيم مسيحي لبناني. وهذه لا يمكن تجاهلها بأي حال من الأحوال.
رابعاً – استشهاد الوزير جنبلاط بموقف سيادة المطران بولس عبد الساتر والنائب السابق دوري شمعون لا يقدّم ولا يؤخر في الموضوع. فرئيس أبرشية بيروت لا يتقبل «الشطحات» في تفسير كلامه في عيد مار مارون. أما السيّد دوري شمعون فحجم دوره معروف.