عندما كنت يافعاً، كنت اسمع في قريتي من يقول عن شخص ما أنه انسان «بلا شوفة» وعندما سألت عن معناها قيل لي انها وصف لشخص يؤذي ويكذب ويكره، ومرّت الايام طويلة الى أن وقع لبنان فريسة سلطة مارست من ضمن ما مارست، ألايذاء والكذب والكره،فعادت بي الذاكرة الى هذا الوصف الذي ًيلبس هذه الاوصاف لبساً، وكان هذا المقال تأكيدا لما أقول.
هذه السلطة تدعي زورا وكذبا انها تريد حكومة تنشل الشعب من ازماته المالية والاقتصادية والمعيشية والامنية، ولكنها تضع العراقيل لمنع الوصول الى حكومة مهمة تطالب بها الدول الصديقة والشقيقة ويباركها الشعب، ولا يرفّ لها جفن، لأن هدفها كان وما يزال وسيبقى تشكيل حكومة تؤمّن مصالح رئيس واعضاء مجلس ادارة هذه السلطة وليس مصلحة الشعب ومصالحه، ولم يأت من عدم القول بأن هناك نية لدى طباخي القصر لتمديد ولاية المجلس النيابي ليقوم بمهمة تمديد ولاية رئيس الجمهورية، واذا تعذر ذلك، انتخاب رئيس جديد يلتزم بسياسة العهد الحالي.
ما لم يحسب حسابه طباخو القصر، ان الرئيس المكلف سعد الحريري، لن يتعب ويعتذر، ولذلك تشتد الحملات عليه لدفعه الى الاعتذار، متسلحا بحلف رباعي يضمه مع نبيه بري ووليد جنبلاط وسليمان فرنجية،للوقوف في وجه سيد العهد، مع اطمئنان داخلي بأن الاحزاب المناوئة للتيار الوطني الحر، اذا بقيت بعيدة عن هذا الحلف، وهذا المرجح، الّا انها لن تكون الى جانب التيار.
***
عظة البطريرك بشارة الراعي يوم امس، كانت على مستوى عال من التصعيد لـ«فركشة» تشكيل الحكومة من جهة، ولاغتيال عدد من المسيحيين من جهة ثانية، وانتقد حزب الله بقوله ان الحليف لا يفشل حليفه، ولا يعطل المؤسسات ويمنع قيام السلطة كما دعا الى حصر السلاح في مؤسسات الدولة العسكرية والامنية الدستورية.