ليست المرة الأولى التي يتحوّل فيها كلام السيد عُباد زوين، “أمين عام التنظيم” بحسب تعريف الـ OTV، إلى مادة للتندر في هذا الزمن الجهنمي البائس والضحل. فقد أطلق الرجل المفتون بشخصية ميشال عون منذ كان الأخير برتبة مقدّم، موقفاً متلفزاً للتاريخ: “اللبنانيون عم يضيعوا عليهم زمن لا يُعاد مرة تانية مش كل مرة رح يجي واحد إسمو ميشال عون يقودكن اليوم هيدا حظكن، ولادكن رح يلعنوكم إذا ما استفدتو من هالحظ”. ما أستطيع قوله على الصعيد الشخصي أن “ولدي” تعلم السباب في زمن العماد عون، وتدرّج في فقه اللغة من “شو هالحظ الـ….” إلى “…إخت حظي ما في شي ظابط” وأخيراً “…. بهالحظ الـ”أخو”….”. وفوق “التشقيع”، فلعنات ولدي تصب يوميّاً على رأسي لأنني لم أستفد لا في ثمانينات الانتصارات، ولا في سنوات المنجزات والأعاجيب بعد الـ2005، ولا منذ استلم الجنرال دفة التيتانيك اللبنانية.
في مكان ما يتقاطع كلام زوين مع كلام “القايد” التاريخي وكلّ ما يفوه به من فوق الكمامة ومن تحت الكمامة يُسجّل ضمن الرؤى التاريخية العظمى لبلد عظيم لشعب عظيم لكن الحظ… ما في حظ. سمع اللبنانيون وهم ساجدون دردشة “قايدهم”مع البروفسور دياب وتحسّره على الناس “ليك حظهن اللبنانيين، هلأ راح ع تركيا… ما بعرف شو بيأثر”.
رأى صاحب الفخامة أنّ حظ اللبنانيين عاثر لأن رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري مستلشق وغير جدير بتحمّل المسؤولية و”نطناط” من بلد لبلد. استفظع سيد بعبدا أن يسافر سعد إلى تركيا للقاء رجب طيب أردوغان قبل إنهاء فروضه المدرسية. حتى أنّه لم يكلّف نفسه قراءة الورقة التي استلمها منه في آخر لقاء جمعهما.
حظنا كلبنانيين أنّ رئيس الجمهورية لا يتحرّك خارج بعبدا إلا في ما ندر، وفي مناسبات عالمية. الرئيس لا يتركنا، نحن شعبه المنبهر بتاريخه. يغفو الرئيس معنا، يستيقظ معنا ويبقى معنا وينقّ معنا ويشكو القلّة مثلنا. حظنا أنه لا يسافر مثلاً إلى دول الخليج لتحسين العلاقة التي “خرّبها” حليفه الاستراتيجي ولا إلى أميركا ولا إلى أوروبا ولا إلى تركيا.
حظّنا كلبنانيين، أنّ الرئيس الجبل عنيد ومبدئي، فلو قبلت فرنسا وإيران وأميركا والصين وروسيا ومعظم القوى السياسية بتشكيلة الحريري، فصاحب شعار”تستطيعون أن تسحقوني لكن لن تأخذوا توقيعي” لن يوقّع على حكومة لا تلتزم بـ”معايير باسيل للتشكيل.ش.م.ل”. يموت الشعب اللبناني. يأفلس البلد. تُسحق الكرامات. يلعننا زعماء العالم. ولن يوقّع.
ليك حظنا شو قوي سيد عُباد.