من ضروب الإستحالة على أي مسؤول عوني، نائباً كان أو وزيراً، أكان اسمه “غسان” أو “ماريو” أو “جبران” أو “سليم ” أو “سيزار” أو “بيار” او “ندى” إيجاد ولو ثغرة أو هفوة أو غلطة أو عثرة في سلوك زعيم التيار التاريخي، الجبل (الملهِم) العماد ميشال عون.
ومن نافل القول أن كل عيوب السياسة اللبنانية ومساوئ الطائف وكل المفاسد الأخلاقية والمالية، وكل الإرتكابات والموبقات وكل الإخفاقات وكل العجز يتحمّلها الآخرون ما عدا واحد… ومن معه.
قبيل انتخابات العام 2005، سمعت نموذجاً من حوار طرشان بين زميلة عونية وزميل قواتي، وكل منهما يدافع عن خيارات فريقه السياسي وتحالفاته الإنتخابية. يومها شنّت الزميلة حملة شعواء على “حزب الله” والياس بك سكاف أحد رموز الإقطاع وضرورة مواجهته. ربّت على كتفها الأيسر وقلت: “الياس بك ليس بهذا السوء عزيزتي. قليل من الرأفة”، فزادت العيار ولم تسكت إلاّ لحظة أخبرتها أن الوزير الياس سكاف أعلن قبل دقائق عن تحالفه مع “التيار”. لم تصدّق. وبعد أشهر قليلة تحالفت “السيادة” مع “الميليشيا”!
ومن أفضل من ترجم “طهرانية” العرق العوني وتفوّقه واستقلاليته وقوته وانبهاره بأفعال القائد التاريخي نائب قضاء عاليه سيزار أبي خليل، فغرّد قبل أيام، بلغة المتشاوف والمتمايز عن الطبقة السياسية.
“يللي عم يحن لتشكيل الحكومات قبل 2005 بوقتها كان السوري يشكل وكانوا الشغيلة زعامات وقيادات موزعين من الصف الأول للصف العاشر بعدما فل السوري توهم بعض الشغيلة انو قادرين يعملوا متلو فيقوا ببعبدا في ميشال عون ونحن خارج الصفوف المدجنة يللي تعودتوا عليها ما تضيعوا وقت!”
سها عن بال القيصر العوني أن بين “الشغيلة” من كانوا إلى يمين الجنرال وإلى يساره على طاولة الرابية ومنهم على سبيل المثال: سليمان فرنجيه، ميشال المر، طلال إرسلان، الياس الفرزلي… وسها عن بال نائب قضاء عاليه، أن من ورث السوري سلوكاً وممارسة، ويعمل مثله تماماً ومنخرطاً في مشروعه اللصيق بالمشروع الإيراني، هو “حزبُ الله” الذي يملك ما يملكه رئيس الجمهورية: حق الفيتو على أي تشكيلة حكومية، ولا ينقصه إلّا التوقيع. لا بل إنه يملك أكثر.
لعل الخطأ الفظيع الذي ارتكبه النائب العدواني الطباع في تغريدته تنبيه من يعنيهم الأمر وإيقاظهم على حقيقة وجود ميشال عون في بعبدا. ظنّ أن في الأمر ما يدعو إلى البهجة والإرتياح والفرح. دعهم نائمين يا رجل دع لهم فرصة الحلم بجمهورية لا تحكمها نزعة التسلّط والمكابرة.