Site icon IMLebanon

ميشال عون… أفشل «ريّس» في تاريخ لبنان (٣

 

قلنا في القِسْمين الأول والثاني من حديثنا هذا، ان ميشال عون كان أفشل »ريّس» في تاريخ لبنان… ورحنا نستعرض تاريخ رؤساء لبنان، منذ الاستقلال وحتى اليوم… لنظهر بوضوح، انه ما من عهد اتّسم بمثل هذا الفشل الذريع، لأسباب سنأتي على تفصيلها في ما بعد، حين نستعرض أسباب فشل ميشال عون… كما أكّدنا على ان أي نجاح لأي عهد، يجب ان يكون مبنيّاً على التفاهم بين الرئاستين الأولى والثالثة…

 

إنّ التفاهم بين رئيس الجمهورية في لبنان ورئيس حكومته يُسَهّل اتخاذ القرارات، ويصب بالتالي في مصلحة الوطن. أمّا إذا تحوّل الامر الى “زكزكات” ونكايات و”حرتقات سياسية” فعلى البلد السلام. هنا أتذكر ما حدث في العام ١٩٩٨، حين كان اميل لحود في منصب رئيس الجمهورية. يومذاك وبعد ورشة العمران التي قام بها شهيد لبنان الكبير المرحوم الرئيس رفيق الحريري… قال دولته: إنّ كل البنية التحتية، كلّفت ٥ مليارات من الدولارات فقط، وأنه يريد التعامل مع شركة جديدة للموبايل.. ثم تعمد الدولة الى بيعها، وأكد الرئيس الشهيد ان هذه العملية ستدر أرباحاً على لبنان لا تقل عن الـ٥ مليارات دولار، ما يعني عدم تكبيد خزينة الدولة أي مبلغ.

 

وبعد نجاح المرحوم الشهيد رفيق الحريري في الانتخابات، اضطر إميل لحود للتعامل معه، قال له في اجتماع لمجلس الوزراء، والكلام موجّه للرئيس الشهيد “إنك تستفيد من الشركة الجديدة” وألغيت الاتفاقات المبرمة حتى مع “تاتش” و”ألفا” ما كبّد لبنان خسائر بـ٣٠٠ مليون دولار. وهذه نتيجة المماحكات السياسية… لذا فإن نظرة عون «الفوقية» وخرقه الدائم للدستور، تسبّب بسوء تفاهم بينه وبين الرئيس المكلف…

 

وها نحن اليوم نتابع مسيرة رؤساء جمهورية لبنان، متابعين ما جاء في القسمين السابقين:

 

في عهد الرئيس الياس سركيس الذي تولى منصب الرئاسة حتى العام ١٩٨٢ بعد صراع دامٍ ذهب ضحيته آلاف القتلى والجرحى، تم استعادة الهدوء في بداية عهده، لكن الصراع انفجر من جديد وظل متفجرا حتى نهاية ولايته التي شهدت أصعب الظروف إذ تعرض لبنان للاجتياح الاسرائيلي الذي وصل الى بيروت. لكن عهده يبقى – وعلى رغم ذلك، متميزا بقيمة اقتصادية كبرى، فحافظ على قيمة الليرة اللبنانية ومنعها من الانهيار خلال ظروف سياسية صعبة جدا. ويكفي احتياط مصرف لبنان من الذهب بمؤازرة من الرئيس حسين الحسيني.

 

في عهد أمين الجميل، الذي جاء بعد قتل شقيقه بشير، أضيفت عناصر المأساة، فكان الجميل أول رئيس يخلف رئيسين في أيام قليلة: الياس سركيس الذي انهى ست سنوات من البطولة الصامتة وبشير الجميل. وكانت القوات المتعددة الجنسيات في بيروت، وكان الاسرائيليون في بيروت وبعبدا والجبل والجنوب وبعض البقاع.

 

وكان على أمين ترميم دولة أقوى من الاحتلالات والدويلات. وعلى رغم كل ذلك حاول تحقيق معجزة الفصل بين قوة الموقف وضعف الموقع. وكانت المهمة الأصعب اخراج إسرائيل من لبنان عبر اتفاق فرضه وزير الخارجية الاميركي جورج شولتز، وربطته اسرائيل بشرط تعجيزي هو الانسحاب السوري المتزامن. وبعد ٣٣ جولة مفاوضات أنتجت ما عرف باتفاق ١٧ أيار. وفي ظلّ هذا الاتفاق قال الرئيس حافظ الأسد للوسيط الملكي السعودي الأمير بندر بن سلطان «الاميركيون أغبياء لأنهم ربطوا الاتفاق بانسحاب السوريين. باختصار كان على الجميل أن يدير ما هو غير قابل للإدارة. لكنه قبل بفكرة لبنان «الممكن». لكن سياساته الاقتصادية لم تنجح. فمع كل المصائب التي حلّت في عهد الرئيس سركيس فإن الدولار لم يتجاوز عتبة ٣.٥ من الليرات، في حين ان الرئيس الجميل أوصل الدولار الى ٣٥٠ ليرة. ومن أسوأ ظروف عهده انه كلف في اللحظات الأخيرة قائد الجيش ميشال عون تشكيل حكومة عسكرية مهمتها إجراء انتخابات رئاسية. لكن عون تمسّك مكابرا بالحكم و«مترس» في قصر بعبدا واستقال نصف أعضاء حكومته من المسلمين وظلت الحكومة من لون طائفي واحد.

 

انتخب الرئيس رينيه معوض سنة ١٩٨٩ بعد اتفاق الطائف، لكنه اغتيل بعد أيام قليلة في انفجار استهدف موكبه.

 

رفض بيار حلو أن يكون رئيسا للجمهورية بعد اغتيال معوّض، وانتخب الياس الهراوي رئيسا ووعد بإنهاء حالة الفلتان، وبسط الدولة سلطتها على كامل أراضيها. وعُيّن اميل لحود قائدا للجيش. نشير هنا الى ان ما ميّز عهده إنهاء حالة تمرّد عون القابع في قصر بعبدا والذي هرب بالبيجاما الى السفارة الفرنسية في الحازمية تاركا زوجته وبناته الثلاث ووحّد الجيش اللبناني وحلّ الميليشيات وأعاد تنظيم الإعلام ونظم العلاقات بين لبنان وسوريا وجعلها مميزة «معاهدة الأخوة والتعاون».

 

أما اميل لحود فقد بدأ عهده بلجم «كل تظاهرة والقضاء عليها في مهدها غادر قصر بعبدا من غير أن يسلّم السلطة الى رئيس جديد بسبب عدم التوصل الى اتفاق بين الفرقاء اللبنانيين. ودَبّ الخلاف بين لحود والشهيد الرئيس رفيق الحريري، الذي (أي الحريري) ترك بصمات لا تُمْحى في بناء وإعمار لبنان… لكن اغتيال الحريري كان نقطة فارقة بالنسبة للبنان، إذ أفضت الاحتجاجات الشعبية الى انهاء الوجود العسكري السوري في لبنان… خصوصاً ان لحود اعتبر قضية اغتيال الحريري «رذالة».

 

انتخب الرئيس ميشال سليمان رئيسا في ٢٥ أيار ٢٠٠٨. وتميّز عهده بإرساء نهج الحوار بين الأطراف اللبنانية وتم وضع إعلان بعبدا، وتمسّك العهد بالطائف وثبّت مبدأ المناصفة.. وأعيد لبنان الى الخارطة الدولية من خلال شبكة علاقات اقليمية ودولية واسعة.. أطلق مجموعة الدعم الدولية للبنان. تأمين مساعدات من المملكة العربية السعودية لدعم الجيش اللبناني.