هذا ما قاله الاستاذ كريم بقرادوني من على قناة الـM.T.V مساء السبت في برنامج «40 سؤالاً» الذي تقدّمه المذيعة جيسيكا عازار.
قال بقرادوني: جبران باسيل، أسقط وأفشل عهد ميشال عون.
وبالمناسبة فإنّ بقرادوني قال أيضاً: إنّ فكرة عودة الرئيس ميشال عون من منفاه في فرنسا في 7 أيار 2005 – بعدما أمضى هناك 15 عاماً- كانت فكرته هو، ولكنه بدأ ببحثها مع الرئيس اميل لحود الذي وافق، لأنه لا يعرف على أي شيء وافق، كما لا يعرف كيف يعارض. ثم بحث الموضوع مع قائد المقاومة السيّد حسن نصرالله الذي قال لبقرادوني: إنّ ميشال عون ينتقد بشكل دائم سلاح المقاومة، فكيف يمكن أن نقبل بعودته؟ هنا لم يقل لنا الاستاذ بقرادوني ما هي الضمانات التي أعطاها لسيّد المقاومة حتى وافق على عودة الجنرال.
ثم ذهب الى دمشق واجتمع بالرئيس بشار الأسد الذي قال له إنّ ما يهم سوريا أن يكون لها علاقات جيّدة مع المسيحيين.
باختصار، اعترف كريم بقرادوني بأنّ عودة الجنرال عون الى لبنان كانت فكرته. وعندما سُئِل عن فشل أو نجاح عهد ميشال عون، كان جوابه: «إنّ جبران باسيل هو الذي أفشل العهد وأسقطه، وهو يؤثر تأثيراً كبيراً على الرئيس».
نعود الى رحلة الاستاذ بقرادوني الى فرنسا وكان معه النائب اميل اميل لحود وتمّ الاتفاق مع ميشال عون على عودته. وبالمناسبة فإنّ الوزير عدنان عضوم الذي كان يومذاك «مدعي عام التمييز» هو الذي أسقط كل تهم الخيانة العظمى وغيرها من الدعاوى عن الجنرال عون بالإضافة الى الملف المالي، إذ بقيَ أسبوعاً كاملاً يعمل ليلاً ونهاراً لحل قضايا الجنرال عون كي يعود الى بيروت.
أما الخطاب الذي ألقاه الوزير جبران باسيل والذي يُقال فيه إنه يصلح أن يكون موضوع «إنشاء» لصف البروڤيه فنتوقف عنده لنقول:
أولاً: بعد 12 سنة تذكر جبران باسيل الاستراتيجية الدفاعية، ووافق على البحث فيها ولكن بخجل لافت.
ثانياً: وافق على أنّ الجيش اللبناني هو صاحب المسؤولية الأولى عن الدفاع عن الحدود والوجود، لكنه ربط هذا الموضوع بموضوع فك الحظر عن تزويده بالأسلحة اللازمة، وهنا أعجبني هذا الإخراج. لكن أريد أن أسأل: لماذا لا يكون سلاح «الحزب» من ضمن سلاح الجيش اللبناني؟
ثالثاً: عن الحياد قال: إنّ الحياد مفهوم له أصوله وقواعده في القوانين الدولية.
بالله عليكم… كأنّ موضوع الحياد هو موضوع جديد، لبنان «كل عمره» كان مؤمناً بالحياد وعندما شذّ عن هذه القاعدة عام 1969 بسبب «اتفاقية القاهرة» إنتهى لبنان. وأكبر دليل على ذلك ما صار إليه لبنان اليوم. أين كان وأين أصبح؟ والسبب الحقيقي أنّ لبنان ترك الحياد فكانت النتيجة:
1- حرباً أهلية بدأت عام 1975، حاول «اتفاق الطائف» إيقافها عام 1990، لكنها وللأسف لا تزال قائمة.
2- إنهيار الاقتصاد اللبناني.
3- هجرة نصف عدد الشعب اللبناني وبالأخص من المسيحيين. إذ يوجد هناك مليون مسيحي هاجروا من لبنان منذ عام 1975. أما الهجرة الأكبر فكانت بسبب حروب ميشال عون العبثية وحرب التحرير وحرب الإلغاء وغيرهما.. وانفجار المرفأ.
4- إنهيار «البنوك» اللبنانية لأوّل مرة في تاريخ العالم وفي تاريخ لبنان.
5- صار لبنان مديناً بـ(50) مليار دولار بسبب إدارة جبرن باسيل لوزارة الطاقة، فهو رفض كل الحلول خصوصاً المعامل واستبدلها بالبواخر التي استهلكت قسماً كبيراً من الهدر لعدم اعتماد الغاز بدل الفيول، وهذا وحده يوفّر سنوياً ملياراً ونصف المليار من الدولارات.
إذا أردنا أن نعدّد أخطاء وارتكابات جبران باسيل لإفشال عهد ميشال عون فإننا قد نحتاج الى كتابة مجلدات عن سقوط وفشل جبران في إدارة الدولة.
بالمناسبة، إنّ هذه المقابلة التي أجراها الاستاذ كريم بقرادوني كانت مليئة بالمعلومات الدقيقة وقد تميّز بها باستطاعته على الرد السريع والمقنع لكل سؤال.