IMLebanon

إختفاء لبنان والقوى العمياء

 

قبل عام وفي 27 من شهر آب حذّر وزير الخارجيّة الفرنسي جان إيف لودريان «يواجه خطر الزوال بسبب تقاعس النّخبة السياسيّة عن تشكيل حكومة جديدة»، يومها حذّر بلهجة قاسية لكن واضحة وصريحة وحقيقيّة بأنّ «المجتمع الدولى لن يوقّع شيكاً على بياض، إذا لم تطبّق (السلطات اللبنانية) الإصلاحات، يجب أن يفعلوا ذلك بسرعة ـوانتبهوا لكلمة سرعةـ لأنّ الخطر اليوم هو اختفاء لبنان»… مرّ على كلام لودريان تسعة أشهر لم يفعل فيها هؤلاء سوى المزيد من المآسي والكوارث والألم على المصير الذي بلغه لبنان وشعبه!!

 

في 7 نيسان الجاري اعتبر لودريان «أنّ الأيّام المقبلة ستكون مصيريّة القوى السياسيّة اللبنانيّة عمياء ولا تتحرّك لإنقاذ البلاد على الرّغم من تعهداتها، وهي تتعنّت عن عمد ولا تسعى للخروج من الأزمة»، حتى مساء الأمس كان قد مرّ على كلام لودريان أربعة أيام استعر فيها بفضل التيّار الوطني الحر ورئيسه وحرسه القديم تقاذف «حربي» بالاتهامات والبيانات المعيبة التي يلجأ إليها جبران باسيل نابشاً قبور الحرب الأهلية، في وقت شاهد اللبنانيّون فيه كلمة متلفزة لمن يفترض أنّه رئيس البلاد والحكم بين الكلّ وهو فوق الجميع والمؤتمن على الدّستور يعيد البلاد إلى ذلك المؤتمر الصحافي المشؤوم التي «هرب فيها إلى الأمام» معلناً إطلاقه حرب التحرير، وللمفارقة انطلق في نفس الوقت من أطلقوا على أنفسهم «الحرس القديم» يمارسون إهانة المواطنين ويهددونهم بسبب رأي سياسي، من هم هؤلاء الحرس القديم هل هم «الحرس الثوري العوني» أم «باسدران لبنان»، هذا موضوع يحال إلى القضاء والقوى الأمنية المعنيّة لأنّ حريّة الرأي مقدّسة كفلها الدّستور المؤتمن عليه الأب الروحي للحرس القديم «الجنرال ميشال عون الذي نعرفه» ونعرف ماذا فعل حرسه القديم ولا أحد يريد أن ينبش تاريخ الحرب الأهليّة وأفضل ما يفعله فخامته أن يوعز للحرس القديم ولصهره أن «يضبّوا» زعران الليل الذين يعتقدون أن بإمكانهم إرهاب اللبنانيين!!

 

لبنان على وشك الإختفاء، دويلة «شحادة» حزب الله تسرق المواد الغذائيّة المدعومة من مدّخرات اللبنانيّين وتعبّئها في «كرتونات إعانة» توزّعها على بيئته ومحيطها، المواطن اللبناني ليس شحّاداً، ولّى زمنُ أغنية «شحّادين يا بلدنا»، ما نريده من هذا الحزب أن يرفع عن الشعب اللبناني والدولة اللبنانيّة لعنته الفارسيّة وصواريخه الإيرانيّة، ذات مرّة قال أمين عام حزب الله لجمهوره وبيئته مخادعهم «ولّى زمن الهزائم» لم يقل لهم سآتيكم بزمن الجوع والفقر والحصار والشحار والتعتير، ونحن نقول له لن تشتري المواطن اللبناني بكرتونة إعاشة، نحن الذين نعرف معنى العزّة والكرامة نعرف معنى المثل «مرّ على عدوّك جوعان ولا تمرّ عليه عُريان»، ماذا فعلت ببيئتك وجمهورك فضحتهم وعرّيتهم على الملأ وأنت تدّعي مساعدتهم!!

 

ندرك أن القوى العمياء ستبقى عمياء لأنها تتكالب على المصالح الشخصيّة، وأنّ اختفاء لبنان الذي نعرفه سيختفي مصحوباً بلعنة حزب الله الذي أوصل لبنان إلى الخراب ولن ينجو هو منه ولا بيئته، لبنان اعتاد على هذه الضربات وفي كلّ مرّة كان ينهض وشعبه من تحت الرّكام، سنخرج من مشهد النهاية هذا ومن دون أدنى شكّ العناية الإلهيّة التي تحيط بلبنان «وقف الله» ستتدخّل في اللحظة المناسبة.