IMLebanon

الحرس العوني القديم

 

الحرس القديم في روسيا هم من جاؤوا من الأجهزة الأمنية والعسكرية ومنهم على سبيل المثال الرئيس التنفيذي لشركة النفط العملاقة المملوكة من الدولة “روسنفت”، يغور سيتشن، الذي يعدّ من أقوى شخصيات الحرس القديم، وكان متقدماً على بوتين نفسه في هرمية الـ “كي جي بي” وساعد على إرساء نظامه منذ عقدين ونيّف.

 

والحرس القديم في سوريا، يُقصد بهم رفاق حافظ الأسد: عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي ومصطفى طلاس ونجاح العطّار ومحمد ناصيف… وفي العام 2005 قال بشّار الأسد لصحيفة “نيويورك تايمز” ما حرفيته: “لقد رحلوا الآن. لقد قمنا بهذا التغيير”. ومن لم يرحل، من الحرس القديم، إنفاذاً لمشيئة الله العلي القدير… رحّله، وأبقى بعض الأسماء لزوم الديكور.

 

والحرس القديم، تعني مجموعة نذرت الوفاء للقائد – المرجع والدفاع عن نهجه، ولو حاد عنه، ويتسم سلوكها بالتشدد والصلابة والإستماتة.

 

يذكر المؤرّخون أن تسمية “الحرس القديم” وُلدت مع هروب نابليون بونابرت من منفاه في ألبا في العام 1814 وارتبطت بعناصر النخبة من المخضرمين في حرسه الإمبراطوري، وكان يعتبر أكثر تشكيل مرموق في جيش نابليون.

 

وقد تعرّف اللبنانيون إلى مجموعة “الحرس القديم” في كانون الأول الماضي، وذلك في افتتاح حديقة الارز باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في العاقورة. شعار الحرس العوني شارة النصر المرسومة بالإبهام والوسطى من الأصابع. ونستون تشرشل اشتهر بتلك الشارة في عزّ الحرب مع ألمانيا النازية، والراحل ياسر عرفات رفع إصبعيه منتصراً طوال مسيرة نضالية حافلة بالهزائم!

 

حقق “الحرس القديم”، في مدة وجيزة، عمليات نوعية أهمها رمي نفايات على قناة “الجديد” لتناولها الكلّيّ الطوبى.

 

مسيرات سيّارة في كسروان.

 

إلصاق صور الجنرال على جدران منزل الممثل أسعد رشدان في عمشيت أعقبه بيان يتبنّى “العملية” يهدد الخونة “سنصل إلى بيوتكم يا بلا أخلاق”.

 

وتزامنت العملية الأخيرة خلف خطوط العدو مع حملة عونية على البطريرك الراعي، نُعِت فيها بـ”يهوذا الإسخريوطي” و”راعي المافيا ورياضها” و”قيافا” و”يوضاس” و”بروتوس”، وأسبغ العونيون على الجنرال رتبة “عماد إنطاكية وسائر المشرق”. كم يشبه اليوم الأمس البعيد. فقبيل العاشرة من ليلة الخامس من تشرين الثاني 1989، إقتحم متظاهرون عونيون غاضبون الصرح البطريركي في بكركي، علّقوا صور الجنرال. هاجوا وماجوا وحملوا البطريرك صفير وأجبروه على تقبيل صورة عون وهم يصرخون كالممسوسين “بوس الصورة بوس الصورة”.

 

وفي العام 2002 قال العماد عون، المسكون بهاجس سمير جعجع منذ ما ينيف عن أربعة عقود، في مقابلة تلفزيونية “لا أبرّئ القوات اللبنانية مما حصل”، في إشارة إلى التعدي المهين على البطريرك صفير. لكن الثابت، ثبوت هلال شهر رمضان، أن من فعلوا ذلك هم من النخبة العونية، وقد يصعدون مجدداً إلى بكركي، بعد 32 عاماً، كحرس قديم، لتأديب صاحب الغبطة