Site icon IMLebanon

عناد الرئيس عون… كرّس الحريري أكبر زعيم وطني  

 

 

لا شك بأنّ الرئيس المكلّف سعد الحريري أصبح أشهر رئيس حكومة مكلّف محترم، وعنده الصدقية التي وللأسف غير متوفرة عند الكثيرين في وطننا الحبيب.

 

الرئيس الحريري في صموده وتصدّيه لكلّ الضغوطات والتصرّفات غير المقبولة، من رئيس جمهورية أقسم على احترام الدستور وحماية البلد، وعلى تأمين حياة كريمة لشعبه، هذا الرئيس نسي كل شيء باستثناء شيء واحد ألا وهو كيف يرضي صهره العزيز حتى ولو كان ذلك ضد مصلحة الوطن.

 

هذا «الصهر» لم ينجح في حياته بشيء، فشل وسقط في الانتخابات النيابية مرتين في دورتين متتاليتين، مما ادى الى وضع قانون انتخابي جديد مفصل، اكراماً لمصلحة «الصهر».

 

اما بالنسبة  الى العدو و»الصديق اللدود» الدكتور سمير جعجع، الشريك الوحيد في «اتفاق معراب» الذي اوصل عون الى الرئاسة عون ليتبيّـن أنه أخذ الرئاسة وترك الدكتور من دون أن يعطيه شيئاً، وبذلك يعتبر الدكتور جعجع أنّ هذا الاتفاق مع الرئيس كان من أفشل الاتفاقات وأكثرها غبناً.

 

وكما هو معلوم، رفض جبران إعطاء الدكتور حصة النصف حسب «اتفاق معراب» عند تشكيل أوّل حكومة في عهد الرئيس عون…

 

ولم يكتفِ بذلك بل نكث بإعطاء الدكتور نصف عدد النوّاب كما جاء في «اتفاق معراب». والمصيبة الأكبر أنه عند تشكيل أوّل حكومة، برئاسة الرئيس سعد الحريري في أوّل عهد الرئيس ميشال عون، تعطلت الحكومة بسبب رفض الصهر العزيز إعطاء الدكتور جعجع حصته المتفق عليها، وهكذا بقي الحريري ينتظر 9 أشهر ليقف على «خاطر» الدكتور. أما تداعيات التكليف فهي تنحصر في:

 

أولاً: حاول الرئيس عون «حشر» الرئيس المكلف وإحراجه لإخراجه… فاتهمه بالكذب، ونفى أن يكون الرئيس المكلف قدّم إليه أي تشكيلة بالأسماء متغافلاً عن اللائحة التي كان رئيس الجمهورية قدمها واختار منها الرئيس المكلف أسماء… وترك له حرّية التشاور بالأسماء والحقائب…

 

ثانياً: اتهام الرئيس المكلف بأنه وضع التكليف في جيبه، وهو يسافر الى البلدان الخارجية، غير مهتم بتشكيل حكومة في لبنان… وحين جدّد الرئيس المكلف موعداً لزيارة بعبدا، أرسل له رئيس الجمهورية لائحة بالأسماء مع درّاج، وقال له: يُسْتَحْسَن أن تملأ الفارغ مُعَنْوناً اللائحة باسم رئيس الحكومة السابق وليس الرئيس المكلّف.

 

ثالثاً: عند خروج الرئيس الحريري من الاجتماع… فضح كل شيء وأمسك باللائحة التي كان قدّمها الى رئيس الجمهورية منذ مائة يوم… وأذاع الأسماء ما أحرج رئيس الجمهورية وأغضبه.

 

رابعاً: أما قضية وزارة الداخلية التي أصرّ عون عليها، فقد وضع الرئيس المكلّف لها حلاً… بأن يتداول مع رئيس الجمهورية بأسماء، ويُخْتار اسم يتفق عليه، لكن عون رفض العرض، لأنّ هدف رئيس الجمهورية إفشال أي تشكيلة لا يكون «الصهر» جبران وزيراً فيها.

 

وَلْنَعد الى مسلسل فشل جبران باسيل، فإنّ فشل «الطفل المعجزة» ظهر واضحاً في كل مهامه التي أوكلت إليه…

 

أولاً: تسلم وزارة الطاقة «فأبدع» إذ وصلت خسائر تلك الوزارة الى 56 مليار دولار… وأسباب هذا الفشل باتت معروفة… ولكن لا بد من التذكير بها:

 

ألف- إستعمال الفيول أويل بدل الغاز، وبذلك حرمنا من توفير مليار ونصف المليار من الدولارات سنوياً، ما كلفنا خسارة 18 مليار دولار.

 

باء- إستعمال البواخر.

 

جيم- عدم القبول بإنشاء معامل جديدة في الزهراني وفي دير عمار لأنه «أي الصهر» يريد بناء محطة في سلعاتا.

 

دال: سلعاتا وما أدراك ما سلعاتا… فمن أجل الإنتقام من الزعيم سليمان بك فرنجية وجماعته من عائلة بولس، أراد الصهر بناء محطة سلعاتا، وقرّر شراء أراضٍ بأضعاف أضعاف سعرها المعتمد ليؤمّن له عن طريق شريكه المسؤول عن النفط 200 مليون دولار.

 

هاء- التغويز… فلبنان بحاجة الى محطة واحدة، لكن الوزير صاحب المليارات أعطى رأياً مغايراً مؤداه أنّ لبنان يحتاج الى 3 محطات: واحدة في الزهراني لـ»الجنوب»، وواحدة في الشمال في دير عمار، والثالثة في سلعاتا… أي بدل أن ندفع 500 مليون دولار ثمن محطة واحدة تكفي لبنان وسوريا والأردن وحتى مصر، أصرّ الوزير الملياردير على إنشاء 3 محطات بكلفة 1.500 مليار وخمسماية مليون دولار طبعاً لأن لبنان بلد غني!!!

 

ثانياً: تسلّم الصهر وزارة الاتصالات، فأكثر من عدد الموظفين المحسوبين عليه، فكانت شركتا الموبايل تحققان ربحاً يزيد على الـ2 مليار دولار، فتراجع دخل الشركتين 500 مليون دولار بسبب التوظيف العشوائي.

 

وأعود الى نجاحات الرئيس سعد الحريري، التي يعرفها القاصي والداني… وما تحمّله الرئيس المكلف عند محاولة تشكيل الحكومة وفق المبادرة الفرنسية، التي هي حكومة مهمة من اختصاصيين غير سياسيين ولا حزبيين: إنّ ما ورد في ما قدّمته، يدل دلالة واضحة على مدى الترابط بين موقفي رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحرّ، ما جعل من عناد الرئيس سبباً جعل من الرئيس المكلّف أكبر زعيم وطني.