Site icon IMLebanon

لعنة التسوية

 

 

يريد جبران العهد أن يحوز كل الوزراء المسيحيين تسمية العهد، وكأن لا مسيحيّين في لبنان غير الذين يأتي بهم العهد المعتاد على إلغاء الآخرين، هذا اللهو المستمرّ في عمليّة التأليف الحكومي التي على ما يبدو يتولّاها الاتفاق على تسمية الوزراء المسيحيين فيها في هذه المرحلة الحاج وفيق صفا وجبران العهد!!

 

لعنة التسوية حلّت على لبنان، وصدق المثل الذي يقول «الدني وجوه وعتاب»، أو كما يقول المثل الآخر «لحاق البوم بيدلّك عالخراب»، وهل هناك خراب أكثر من تدمير نصف بيروت بانفجار مرفأ بيروت، فيما سيد العهد الذي له سلطة مثلاً على تعطيل القضاء وتعييناته من أجل قاضيته غادة عون، أعلن يومها أن لا سلطة له على مرفأ بيروت مع أنّه يترّأس مجلس الدّفاع الأعلى!!

 

أقلّ ما يُقال أنّ المريح في طريق لبنان إلى جهنّم أنّنا «رايحين كلّنا مع بعض»، الشعب الأخرس الصامت وكلّ الفرقاء السياسيين الذين قامروا وغامروا بمصير لبنان ومعنا «الثنائيّة الشيعيّة» وحزب الله ومعه إيران، و»رايح» معنا إلى جهنّم أيضاً العهد وجبرانه…

 

إذا أردنا أن نضع نقطة على سطر المأساة السياسيّة التي يشهدها لبنان خصوصاً عندما نلعن «التسوية الرئاسيّة وساعتها» ويتقاذف محازبو الرئيس سعد الحريري ومحازبو الدكتور سمير جعجع التهم بمن أتى بهذه التسوية وأوصل هذا العهد إلى قصر بعبدا، حان الوقت لوضع نقطة على هذا السطر لأنّ «التعطيل» هو الذي جاء بالعهد وسيّده إلى قصر بعبدا، التعطيل منذ شلّ البلاد لعام ونصف منذ أيلول العام 2006 حتى المرحلة الأولى من إسقاط «الطائف» عبر 7 أيار العام 2008، و»الثنائية الشيعيّة» التي فرضت تعطيل انتخابات رئاسة الجمهوريّة لمدة عامين ونصف لأنّ حزب الله «وعد» الجنرال ميشال عون برئاسة الجمهوريّة!

 

«التعطيل» الذي لطالما كان سمة ترافقت دائماً مع وجود الجنرال ميشال عون في السلطة منذ حمله العام 1988 إلى الحكومة العسكرية، هذا أمرٌ لا يستطيع أحد إنكاره وبالتجربة، وليس من الضروري العودة إلى القرن الماضي للحديث عن هذا التلازم بين الشخص والفراغ، فقبل انتخابه رئيساً للبلاد عاش اللبنانيّون عامين ونصف العام من الشغور في كرسي الرئاسة الأولى، بحجّة انتخاب «الرئيس المسيحي القوي»، واتّهم من لا يريدون عون رئيساً بأنّهم يريدون رئيساً ضعيفاً ليمثّل المسيحيين، وصل عون إلى الرئاسة فانتقل التعطيل إلى المستوى الحكومي، لبنان بلا حكومات منذ بدء العهد الذي حملته رياح التسوية إلى سدّة الحكم، إلّا أنّ صهر العهد تولّى الحكم والتحكّم بالشأن الحكومي بدءاً من توزيع حصص الفرقاء اللبنانيين وتحديد أحجامهم وتولّى تعطيل تشكيل الحكومة الأولى والحكومة الثانية والحكومة الثالثة والحكومة الرّابعة، والآن الحكومة الخامسة، التعطيل سمة العهد منذ جاء هذا العهد!!