IMLebanon

عهد الذل والفشل والانهيار وإلغاء لبنان والإساءة الى إخواننا العرب  

 

 

يبدو أنّ حظ الشعب اللبناني سيّىء، لا بل سيّىء جداً، إذ وصل الى الحكم رجل صاحب تاريخ في كيفية تدمير لبنان، وتهجير اللبنانيين، إذ عندما تسلم الحكومة العسكرية بتكليف من الرئيس السابق أمين الجميّل، تم تهجير 500 ألف مسيحي من لبنان في عهده، هرباً من ثلاثة حروب قام بها هي: حرب التحرير، وحرب الإلغاء الى تكسير رأس الرئيس حافظ الأسد والهروب من قصر بعبدا بعدما رفض تسليم السلطة الى المرحوم الرئيس الياس الهراوي الذي اتخذ قراراً بإزالة حالة التمرّد. وهكذا كان الجنرال أوّل الهاربين من قصر بعبدا، تاركاً زوجته وبناته الثلاث لينقذهن الضابط السوري العميد علي ديب وَيُسَلّمهنّ للوزير المرحوم إيلي حبيقة.

 

كنا نظن أنّ الأيام والنفي الى فرنسا يمكن أن تعلّم هذا الرجل، وتعقلنه، لكن على ما يبدو فإنّ الطبع غلب التطبّع، فعاد باتفاق مع سيّىء الذكر الرئيس اميل لحود الذي يصحّ فيه المثل التركي حربا «كردش» يعني هناك منافسة على التخريب والفشل والتنظير وادعاء العفة بينهما وكلها أمور مشتركة بينهما، وبين جماعاتهما وأقربائهما الذكور والإناث.

 

هذا الرجل وصل الى الحكم أولاً لأنّ «الحزب العظيم» كان يرفض أن يأتي رئيس منتخب يستطيع أن يحكم لبنان بالعدل، وينجح عهده، فيكمل ما بدأه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، لذلك بقي مجلس النواب ينتظر خمسين جلسة، كانت «جماعة» 14 آذار ترشح الدكتور سمير جعجع، لكن وللأسف لم يتأمّن النصاب… وهكذا ظلّ لبنان سنتين ونصف السنة ينتظر الى أن اتخذ الدكتور جعجع أسوأ قرار في حياته، فعقد مع الجنرال «اتفاق معراب». ويُضْحكني الدكتور جعجع عندما يقول: إنه لو لم يرشح الجنرال عون لكان الوضع أسوأ بكثير. بالله عليك يا دكتور سمير، ماذا تقول اليوم؟ وما رأي حلفائك خارج لبنان؟ وهل يؤيدون رأيك هذا؟ والأسوأ أنّ صاحب هذه النظرية، التي أقل ما يُقال فيها إنها سخيفة، هو الوزير السابق ملحم رياشي، الذي يُنَظّر، لأنه يعرف جيداً أنه تورّط وورّط معه الدكتور جعجع باتخاذ أسوأ قرار في التاريخ، وهو يحاول اليوم تغطية ما جنت يداه.

 

وأذكّر الدكتور جعجع أنّ الجنرال عون حصل على ما يريد من «اتفاق معراب»، إذ وصل الى الرئاسة، لكنه تناسى الاتفاق. فماذا عن المناصفة في الوزراء والوزارات؟ وماذا عن المناصفة في عدد النواب؟ السلام عليكم، فقد استطاع جبران أن يكذب عليكم ورفض تنفيذ أي بند من الاتفاق ويعطيكم بعض ما اتفق عليه… ولن أتابع الحديث عن هذا الموضوع، لأننا نعرف انها كانت أكبر غلطة في حياة الدكتور جعجع.

 

نعود الى الرئيس الذي لا يعرف البناء، لأنه اعتاد على التدمير، وعلى المعارك الخاسرة، فنبدأ:

 

أولاً: لم يمر في تاريخ لبنان، ولا في تاريخ أي بلد في العالم، مثل ما يحصل في القطاع المصرفي، إذ وصل هذا القطاع في عهد الرئيس عون الميمون الى دين بحوالى 80 مليار دولار، منها 56 مليار دولار بسبب الصهر الفاشل وجماعته في ملف الكهرباء. والمصيبة الأكبر أنّ الكهرباء لم تصل الى البيوت بل راحت تختفي رويداً رويداً.

 

ثانياً: الشعب اللبناني بأكمله خسر مدخراته في «البنوك» لأنّ عهدك يا فخامة الرئيس وبسبب وزرائك الفاشلين وعلى رأسهم صهرك العزيز، فشلوا في الانتخابات النيابية مرتين كما فشلوا بإدارة وزارة الاتصالات، فكافأتهم بوزارة «أدسم» ألا وهي وزارة الطاقة التي أبدع فيها الوزراء في صفقة البواخر والفساد و»الفيول»، وكانت لهم في كل يوم قصة عن الهدر والسرقات.

 

ثالثاً: في عهدك الميمون، وقعت أكبر كارثة في تاريخ لبنان، إذ قصفت الطائرات الاسرائيلية مرفأ بيروت، لأنّ العنبر رقم 12 يحوي نيترات الأمونيوم، التي استوردها «الحزب العظيم» لينقلها الى سوريا من أجل «البراميل» التي كانت ترميها الطائرات على أبناء الشعب السوري الأعزل، الذي رفض النظام العلوي المتطرّف شيعياً، وكنت قد أعلنت بعد التفجير أنّك وخلال 4 أيام سوف تنشر تقريراً عن الحادث، وبالرغم من مرور حوالى عشرة أشهر، لا يزال التحقيق يدور حول نفسه في حلقة مفرغة ولا أحد يعلم عن الأسباب شيئاً.

 

رابعاً: بعد تهجير اللبنانيين كما قلت على ثلاث دفعات جاء دور إلغاء لبنان عن الخارطة، ويكفي أن تُعَيّـن شخصاً ليس عنده كفاءة وزيراً سوى أنه ناخب في منطقة صهرك، وهو أحد الفاشلين الذين يتمسّك بهم صهرك الفاشل، لا بل هو أفشل وزير في تاريخ الجمهورية، حين عيّـنه في السابق سفيراً في دولة من دول أميركا الجنوبية ثم نقله الى بيروت بعد رفض الجالية اللبنانية له وبقي في الوزارة من دون عمل، وعندما استقال الوزير المحترم ناصيف حتي، خفت من دميانوس قطار لأنه ليس من جماعتك، فعيّنت السفير الفاشل شربل وهبه وزيراً للخارجية، وهنا وقعت المصيبة. سفيرٌ فاشل يُعيّـن وزيراً للخارجية، فكان أهم إنجاز حققه أنه أساء الى أكبر دولة عربية لها فضل كبير على لبنان واللبنانيين منذ 75 سنة، يعيش فيها 400 ألف لبناني وصلوا الى أعلى المراكز وساهموا في بناء المملكة العربية السعودية ودولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة ودولة البحرين ودولة قطر وسلطنة عُمان… وهذا الغبي، لا يعجبه «البدو» ويظن نفسه أهم من أهل الخليج. لا نريد أن ندخل معه في مهاترات فكلامه لا يقبله عقل. لقد نسي أنّ لبنان الذي كان جامعة العرب ومدرسة العرب ومستشفى العرب ومقهى العرب وأهم دولة عربية، بعد أن أعاد إعماره الرئيس الشهيد بمساعدات أهمها المساعدة السعودية جاء الوزير الغبي ليتحدث عن «البدو». وبكل تواضع أتمنى أن يذهب الى بلاد الخليج ويرى ماذا فعل هؤلاء في بلادهم وكيف كانت تلك البلاد وكيف أصبحت…

 

أخيراً الإعتذار قليل، إذ يجب أن يعاقب هذا الوزير الفاشل على «غلطته» هذا أولاً. كذلك يجب أن يعتذر عن الإساءة التي أساء فيها الى دول الخليج.

 

أمّا ثانياً، فإنه يجب أن يزور وفد رفيع المستوى البلاد التي أساء الوزير إليها للإعتذار بسبب هذا العمل الشنيع، الذي لم يكن في يوم من الأيام من شِيَم اللبنانيين، أهل الضيافة والكرم والترحيب بالضيف.