بصراحة ما بعدها صراحة، أقول: يبدو أنّ فخامة رئيس الجمهورية الجنرال ميشال عون، لا يدرك أنه رئيس جمهورية لبنان، وأنّ «الحزب العظيم»، أبقى المجلس النيابي مقفلاً بالرغم من «نزول» الرئيس سعد الحريري وكتلته النيابية إليه 7 مرات مؤيداً ترشيح الدكتور سمير جعجع من دون اكتمال النصاب بسبب التعطيل، ولعلّ الدكتور جعجع نفسه أصيب بمرض النسيان، فتناسى تلك الأيام.
وبالعودة الى عهد فخامة الرئيس ميشال عون: فأقل ما سيُقال فيه:
أولاً: إنّه شهد انهيار العملة اللبنانية… إذ بعد تثبيت سعر صرف الدولار على 1500 ل.ل منذ العام 1993، أي منذ مجيء الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومعه حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وها هو الدولار يحلّق اليوم على عتبة الـ18 ألفاً.
ثانياً: بات لبنان خالياً من الأدوية بسبب انهيار العملة، وتعطلت الشركات وتوقفت عن استيراد الدواء، لأنّ عملية الاستيراد هي بالدولار الاميركي…
لقد ظل حاكم مصرف لبنان يدعم عملية استيراد الادوية منذ 17 ت الاول 2019 ولغاية اليوم علماً بأنّ كلفة الفاتورة الدوائية باهظة. ومن الملاحظ أنّ لبنان يعاني عجزاً في الميزان التجاري يبلغ سنوياً ما يقارب الـ17 مليار دولار، وبالتالي تمثل فاتورة الدواء المستورد 7٪ من العجز المذكور. كما يبلغ معدل الفاتورة الدوائية للمواطن اللبناني بحسب وزارة الصحة العامة 244 دولاراً سنوياً. أما اليوم وبسبب انتهاء الاحتياطي وبغية المحافظة على الاحتياطي الإلزامي، لم يعد مصرف لبنان قادراً على فتح اعتمادات جديدة لشركات استيراد الادوية.
وكنت أتمنى لو أنّ أحداً من أقارب فخامته احتاج الى دواء بسبب خطورة وضعه ولم يجده… فماذا كان سيفعل فخامته؟
ثالثاً: لأول مرة في تاريخ لبنان يصاب القطاع المصرفي بانهيار بسبب استدانة الدولة حوالى 80- 100 مليار دولار وتمنّعها عن تسديدها للبنوك بحجج مختلفة، فساعة تقول إنها خسائر، وهذه فلسفة حكومة حسان دياب، وساعة أخرى تتمنّع عن تسديد سندات اليورو بوند حيث أصبحت المصارف اللبنانية مكشوفة، وهذا أيضاً يحدث لأول مرة في البنوك في تاريخ لبنان.
رابعاً: انقطاع الكهرباء ومحاولة إعطاء ساعة تغذية واحدة في اليوم، لأننا نفتقر الى الفيول، ولا نملك المال لشرائه.. ولو توفر المال فلا توجد معامل إنتاج.. تصوّروا أنّ هذا القطاع كلف خسائر بـ56 مليار دولار، والمسؤولية الكبرى تقع بالتأكيد على وزير الطاقة وجماعته، أي من هالك الى سيزار الى ندى الى غجر مع أطيب التمنيات بالإضافة الى الوعود بـ24/24 ساعة. فعندما قرّر المغفور له أمير الكويت إنقاذ لبنان ببناء معملين لإنتاج الكهرباء، رفض الوزير الذكي لا بل العبقري جبران باسيل الأمر مشترطاً مبلغاً من المال لقاء السماح للكويتيين ببناء المعملين ودفع تكاليفهما مع تقسيط القرض لمدة 30 سنة مع فترة سماح خمس سنوات ومع فائدة 1٪ بعد 5 سنوات أيضاً.
خامساً: العلاقات اللبنانية مع العالم العربي والأجنبي متدهورة. إذ لم تكن العلاقات اللبنانية – العربية في السنوات الماضية بمثل هذا السوء. ويمكننا القول إنّ هذه العلاقات شبه مقطوعة خاصة وعلى سبيل المثال مع المملكة العربية السعودية التي، يتحفنا حليف الرئيس الأوّل السيّد نصرالله بالتهجم عليها وعلى آل سعود، ويتحدث بشكل غير مقبول، حتى وصلت العلاقات الى أن تكون شبه «قطيعة» مع لبنان.
من ناحية ثانية هناك سؤال بسيط لفخامته: لماذا لا يسافر الى خارج لبنان، كما يفعل الرئيس المكلف بحثاً عن مساعدات مالية وسياسية تساعدنا على تخطي هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان؟ أكتفي بهذا الكم من العلاقات السيّئة التي تسبب بها فخامته مع اخوانه العرب فاتجه صوب إيران. ونحن لسنا ضد أية علاقة حتى مع إيران، ولكن يجب أن لا تكون على حساب مصلحة الوطن وعلاقاته مع اخوانه وبيئته، وهو يعلم علم اليقين أنّ مصالح الشعب اللبناني هي مع العرب، لا مع إيران خاصة، وأنّ إيران تساعد «الحزب العظيم» على التحكم بلبنان كما يردد كبار المسؤولين الايرانيين وعلى رأسهم المرشد الأعلى آية الله خامنئي.
أخيراً، يستطيع فخامته أن يقول للعالم كله، بأنه أفشل رئيس جمهورية بتاريخ لبنان. كما يستطيع أن يجاهر بذلك بكل «فخر واعتزاز».