ليس خطأ ان يسعى رئيس الجمهورية لإنقاذ عهده، ولا يمكن لذلك ان يحصل بمعزل عن إنقاذ الوطن والعكس صحيح.
وعندما يتحدث رئيس الجمهورية عن إنقاذ العهد فهو حديث واقعي ومنطقي وفي مكانه الصحيح، لأننا في لبنان نتحدث عن عهود رؤساء الجمهورية من خلال إنجازاتهم وخيباتهم، وعمّا مرّ به لبنان في كل عهد من هذه العهود، فمن الطبيعي أن يسعى الرئيس ميشال عون بما تبقى له من مدة في قصر بعبدا، لتحقيق إنجازات على الصعيد الوطني تلتصق بعهده واسمه وتذكرها الأجيال من جيل إلى جيل.
يدرك رئيس الجمهورية أن السنوات التي مرت من عهده لم تكن على مستوى طموحاته لأسباب متعددة، فهو يتحمل مسؤولية في ذلك وكذلك حلفاؤه وأخصامه وقد خاضوا جميعاً صراعات لا تنتهي أودت بالبلاد والعباد، ولذلك يفترض بكل هؤلاء أن يغيروا النهج في ممارسة السلطة وأن يكون رئيس الجمهورية راعياً لهذا التغيير، من خلال التأكيد على أن حكم المحاصصة وتقاسم النفوذ وتدمير الدولة ومصادرة قرارها وسيادتها لم يعد يجدي نفعاً، بل أصبح وصفة لاستكمال الانهيار وتعميم الدمار.
قد يتهيب البعض الاعتراف بأن العهد يحتاج إلى الإنقاذ ربما لشدة تعلقهم بشخص وشخصية الرئيس واعتباره الايقونة التي لا يجب التصويب نحوها، ولكن هؤلاء يجب أن يدركوا أن مصلحة الرئيس تكمن في العمل على تصحيح أي خطأ أو خلل في الممارسة أو في التحالفات، او في مقاربة القضايا التي تعني المواطنين أو حتى في الدستور والقانون، لأن صورة مشرقة لقائد يجب ان تكون أولوية بالنسبة لهم وأن يفعلوا المستحيل من أجل الحفاظ على إشراقها، ليس فقط في عيونهم وعقولهم فهم في النهاية تحصيل حاصل مهما فعل وقال، ولكن الأهم بالتأكيد هو أن يرى معظم اللبنانيين تلك الإشراقة ومن جوانب متعددة وهو أمر لا يمكن فرضه بتوصيفات وعراضات، بل هو يأتي عن قناعة يفرضها وجود الممارسات الناجحة حتى ولو حاول البعض حينها إنكار وجودها.