Site icon IMLebanon

ارحل يا جنرال… تريح وتستريح

 

 

يمضي «اب اللهاب» باسطا حرارته الشمسية اللاذعة والحارقة، مشفوعة  بمناخات شعبية مليئة بالحزن والاسى والهلع والقلق، على حاضر هذا البلد ومستقبله، في كنف «المنظومة السياسية – المافيوية»، التي سقطت معنويا وادبيا، بكامل افلاسها السياسي والوطني والشعبي… وقد نفد صبر اللبنانيين الذين ما عادوا يستطيعون تحمل ما الت اليه الاوضاع من انهيارات سياسية واقتصادية ومالية ومعيشية وصحية وخدماتية واجتماعية، ولسان حالهم  يردد ما سبقهم اليه الرئيس سعد الحريري، بدعوته رئيس الجمهورية  ميشال عون الى الرحيل…

 

ودع لبنان ضحاياه، وهو يلملم اشلاء ما تبقى… واللبنانيون على وجه العموم، يتساءلون عن سر هذه «الاندفاعة الدولية – الاقليمية» تجاه لبنان، وقد حصل ما حصل، في العاصمة بيروت والجنوب والشمال، وهم يعانون مرارات ازمات وتعقيدات، عطلت منذ مطلع اب الماضي، تشكيل «حكومة الانقاذ» التي دعا اليها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ولم تيأس باريس، حيث واصلت ابداء استعدادها «لمؤازرة اللبنانيين في مواجهة المحن التي لم يتم الكشف عن كامل ملابساتها… واتخاذ القرارات التي يتطلبها النهوض بالبلد في اسرع وقت ممكن…»؟! على ما جاء في بيان للخارجية الفرنسية.

 

بعد ايام من زيارة رئيس المخابرات الاميركية وليام بيرنز، الى بيروت (الخميس الماضي) ولقائه قادة الاجهزة الامنية، مشددا على «وجوب عدم انهيار الوضع الامني في لبنان…» اطلت السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، على الرأي العام، بعد لقائها رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، كل على حدة، معلنة رسالة اميركية بالغة الدلالة، شكلا ومضمونا وتوقيتا، خلاصتها «وجوب الاسراع في تسهيل تأليف حكومة ذات صلاحيات، تركز على الاصلاح، ووضع المصالح الحزبية جانبا… خصوصا وان الشعب اللبناني يعاني وقد وصل الى حافة الانهيار…» لتخلص محذرة، وبلكنة غير ديبلوماسية، «من مزيد من الانزلاق الى كارثة انسانية…»؟!

 

الذين يتابعون مسيرة  «مفاوضات التأليف» تستوقفهم «النبرة التفاؤلية» للرئيس المكلف، والابتسامة على وجهه… وهم ينتظرون «لحظة الحسم» وما ستؤول اليه، في ظل الاجواء الدولية الضاغطة، حيث لم يظهر كفاية بعدما الرئيس عون يتجه الى الرد بإيجابية، تخرج البلد من عتمته وازماته المتعددة العناوين والمضامين، وقد مضت عشرة اشهر ونيف على الفراغ الحكومي وما صاحبه، ومصادر القصر الجمهوري تبرر ذلك بفقدان رئيس الجمهورية صلاحياته التي كانت قبل «الطائف»؟!

 

بعيدا عن التفاصيل، حيث تكمن الشياطين، حول توزيع الحقائب والحصص وبت الاسماء، فإن الدعوات الشعبية والسياسية والاعلامية، المطالبة بإستقالة رئيس الجمهورية، تتواصل، وقد كان رده امام زواره، انه «لن يستقيل وسيقوم بواجباته حتى النهاية…»؟! متجاهلا ان الوقائع المؤكدة  تثبت انه، وطوال «عهده الميمون» لم ينفذ اي شيء مما كان وعد به، للنهوض بالبلد واخراجه من ازماته المتراكمة، بل على العكس من ذلك، حيث ارتفع الدين العام، ولا مشاريع تنفذ، وازداد عجز الميزان التجاري، وغاب لبنان عن صفته كبلد سياحة واصطياف، وعطل تشكيل حكومات الانقاذ والاصلاح، وادار ظهره لقضية استثمار لبنان ثرواته النفطية في الجنوب البحري، ناهيك بعدم البدء بالاصلاحات البنيوية المطلوبة، محليا ودوليا، والتدقيق الجنائي ومحاربة الفساد المستشري في الادارات العامة، وغير ذلك…

 

انها جملة انجازات «العهد العوني» التي دفعته الى تكرار القول: «انه لن يستقيل…» غير عابيء بدعوات غالبية اللبنانيين الساحقة وهم يعانون ما يعانونه من مرارات، ومناشداتهم؛ بالصوت العالي «ارحل يا فخامة الرئيس الجنرال… ارحل لتريح وتستريح..»؟!