IMLebanon

عون لا يريد أن تتشكّل حكومة  

 

 

أصبح واضحاً ومعروفاً، أنّ فخامة رئيس الجمهورية لن يسمح بتشكيل حكومة. ولو عدنا الى يوم استقالة الرئيس سعد الحريري الأولى وتشكيل حكومة حسان دياب، التي هي في الحقيقة ليست إلاّ حكومة على قياس ورغبة فخامته وفخامة صهره، لوجدنا أنّ أي قرار ترغب تلك الحكومة باتخاذه، يخضع لفخامته وفخامة الصهر… ولقد تبيّـن ذلك في عدة مناسبات.

 

في الحقيقة، إنّ فخامة الرئيس عنده مشكلة حقيقية مع «الطائف»، إذ ونظراً لظروفه الصحّية، والعقدة التي يحملها منذ ولادته، بأنه رجل عظيم، وهو الوحيد في العالم الذي يعرف أكثر من غيره، وجميع بني البشر بالنسبة إليه جهلاء، إذ عندما ولدته أمه «انكسر القالب» ولم يعد بالإمكان إنجاب «طفل انبوب» مثله.

 

المشكلة الحقيقية هي في عقلية فخامة الرئيس ضد «الطائف»، إذ بدأ الحرب على هذا الاتفاق منذ اللحظة الأولى للإعلان عن الاتفاق. هذا، وللعلم فإنّ عدة محاولات عرضت عليه تتضمن مغريات لكنه كان دائماً يرفضها، متمسكاً بأنه الرئيس الوحيد والشرعي، وأنه لن يقبل بأي اتفاقات، أو أية انتخابات… وبالفعل حاول الرئيس رينيه معوّض، رحمة الله عليه، عبثاً ثنيه عن موقفه، لكن محاولاته كلها باءت بالفشل.

 

وهكذا فعل الرئيس الياس الهراوي رحمة الله عليه، وبعد فقدان الأمل، كان لا بد من اتخاذ قرار عسكري بإزالة حالة التمرّد التي يمارسها الجنرال ميشال عون في القصر الجمهوري. وهكذا عندما سمع الجنرال صوت أول طائرة في الجو هرب بالبيجاما الى السفارة الفرنسية في مار تقلا – الحازمية.

 

وفخامته يعاني من مشكلة مع الحوار، لأنه يعتقد أنه هو الوحيد «الصح» وكل بني البشر على خطأ. لذلك باتت عنده عقدة وعقيدة جعلتك لا تستطيع أن تُبْرِم معه أي اتفاق إلاّ بشروطه هو.

 

نعود الى موضوع تشكيل الحكومة بعد تكلف الرئيس نجيب ميقاتي بها.

 

لقد جاءت نتيجة الاستشارات التي قام بها فخامته عكس ما كان يضمره فخامة الرئيس، إذ كان يريد عدم قبول ما جاءت به إرادة النواب… لكنه أذعن للأمر هذه المرة، إذ لم يجد طريقة للتنصّل من نتيجة الاستشارات النيابية الإلزامية.

 

اما وقد فرض مجلس النواب على فخامته تكليف نجيب ميقاتي لتشكيل الحكومة جاء دور العرقلة، ووضع العصي في دواليب التأليف حتى ييأس الرئيس المكلف ويعتذر..

 

من ناحية ثانية، ونتيجة رفض الرئيس نبيه بري يوم زاره فخامته طالباً منه أن يؤيّده في الانتخابات الرئاسية، فرد الرئيس بري قائلاً له: لا أستطيع أن أنتخب رئيسين أنت وصهرك العزيز، تأزم الموقف بين الرجلين وهذا طبعاً «خلق» عند فخامته روح الانتقام، لذلك قام بمحاولتين: الأولى يوم أرسل فخامته رسالة الى مجلس النواب يشكو فيها الرئيس المكلف سعد الحريري، الذي يقضي وقته مسافراً تاركاً تشكيل الحكومة وراء ظهره (على حد قوله) فرد الرئيس بري على رسالة فخامته بأكثرية النواب الذين قالوا لفخامته: نحن مع الرئيس سعد الحريري، وهنا خاب أمل فخامته..

 

الثانية: أرسل فخامته تأنيباً لرياض سلامة حول رفع الدعم فجاء الجواب الثاني أن وقف المجلس ضدّه.

 

في النهاية: ما هو الهدف الحقيقي لرفض فخامته تشكيل حكومة؟

 

يتبيّـن يوماً بعد يوم، ان هناك مخططاً «في رأس فخامته» هو أن يأتي يوم الاستحقاق وليس هناك حكومة فيضع فخامته البلاد أمام حلّين:

 

الأول: ان يعود المجلس بالموافقة على التمديد لفخامته لأنّ العصر الذهبي الذي نعيشه يجب أن يمدّد لينقل فخامته البلاد الى العصر «الماسي».

 

والحل الثاني: ان ينتخب المجلس الصهر العزيز وفلتة زمانه وبطل الفشل في أية وزارة يمسكها كما حصل في وزارة الطاقة ووزارة الاتصالات، وأصبح معروفاً قيمة الهدر والكوارث التي تكبدتها هذه الوزارات، فيكفي الـ56 مليار دولار دين «الدولة» بسبب وزارة الطاقة، التي مارس فيها الصهر كل شذوذه وفزلكاته… أما مصير البلاد، ومصير الشعب اللبناني فمتوقف على فخامته.. وهنا كنا نتمنى على غبطة البطريرك أن يسمح بخلع فخامته بالطرق السلمية والسليمة.