IMLebanon

عون يطمح لحكومة مطواعة أو لحكم لبنان منفرداً حتى إشعار آخر

 

بعبدا تعمّم الإيجابية المزيفة لتخفي مسؤوليتها عن عرقلة تشكيل الحكومة

 

تكشف المماطلة المتعمدة، والاطالة غير المبررة لعملية تشكيل الحكومة الجديدة، عن النوايا المبيتة لرئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي، للالتفاف على مهمة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وتكبيل التشكيلة الوزارية، بسلسلة معقدة من الشروط والمطالب، تتجاوز المسار الطبيعي لتشكيل الحكومات، وتهدف، اما الى الاستئثار والتحكم السلطوي بها، لصالح هذا الفريق وطموحاته اللامحدودة، او إلى تفخيخ تركيبتها، واضعاف فاعليتها الى أدنى مستوى وشل قدرتها عن القيام بالمهمات المنوطة بها، لانقاذ لبنان من ازمتة المتدحرجة.

 

لم تعد الحجج المعلنة لتبرير تأخير ولادة الحكومة العتيدة، تقنع احدا، مع استمرار التدهور الاقتصادي والمعيشي الى حدود غير مسبوقة على كل المستويات. ولم تعد مبررات التلطي وراء الحصص والحقائب والصلاحيات، تعفي رئيس الجمهورية من مسؤولياته تجاه المواطنين، ولا تخفف من وتيرة الضغوطات التي يواجهونها في حياتهم اليومية. فما يحصل اليوم في مسار تشكيل الحكومة من «جرجرة» مفضوحة، تارة على الحصص والثلث المعطل، وتارة اخرى على الحقائب الوازنة، لا يدل على وجود نوايا وتوجهات سليمة لدى رئيس الجمهورية وفريقه السياسي لتشكيل الحكومة، كما بشر زواره الاميركيين مؤخرا، او كما وعد اللبنانيين مرارا في لقاءاته العديدة مع زواره، بل على تقطيع مزيد من الوقت بلا طائل، وإبقاء لبنان في حال من الفراغ الحكومي، على امل ان يؤدي هذا الفراغ الى استمرار تحكمه وفريقه السياسي، بمفاصل وقرارات السلطة لوحدهم، من دون باقي الشركاء السياسيين، كما هو حاصل منذ استقالة حكومة الرئيس حسان دياب وحتى اليوم.

 

تقطيع الوقت هدف وراء المماطلة وحكومة برئاسة ميقاتي لا تناسب طموحات باسيل

 

لا يمكن فصل التعطيل المبرمج لتشكيل الحكومة الجديدة، عن سيل التهديدات والوعود التي اطلقها الوريث السياسي لرئيس الجمهورية النائب جبران باسيل، غداة تكليف الرئيس ميقاتي بتشكيل الحكومة، بمعزل عن موافقته المسبقة، ورفضه المطلق لهذا التكليف، لأنه يتعارض مع توجهاته ورغبته بتكليف شخصية اخرى مطواعة، تتناسب مع مصالحه وطموحاته السياسية والشخصية المستقبلية.

 

مرت اسابيع عديدة، منذ التكليف، كانت كافية لانجاز التشكيلة الوزارية بسهولة، لو صفت نوايا العهد، ولم يعد الترويج للاجواء الايجابية من بعبدا، عن قرب ولادة الحكومة، موضع ثقة لدى اللبنانيين، لكثرة ما سمعوا منها ولم يتحقق شيء منها حتى اليوم. بل زادت الشكوك، بأن الهدف من تعميم الاجواء الايجابية، لا يهدف الى التبشير بقرب تشكيل الحكومة العتيدة، بل يهدف الى التعمية عن الدور السلبي المفضوح، لرئيس الجمهورية ووريثه السياسي، بالعرقلة، ومحاولة تحميل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي مسؤولية التأخر بتشكيل الحكومة العتيدة خلافا للواقع والحقيقة، لان الناس كلها باتت تعرف ان من يعطل التشكيل هو رئيس الجمهورية شخصيا ووريثه السياسي، لمصالح واهداف خاصة، وكل محاولات التعمية، لن تخفي الحقيقة امام اللبنانيين والخارج.