نقول هذا الكلام بعد أن علمنا أنّ اجتماعاً لمجلس الدفاع الأعلى عُقد أمس في القصر الجمهوري برئاسة فخامة رئيس الجمهورية مخصّص لموضوع تمْديد التعبئة العامة حتى آخر العام الحالي، لقد كان هذا هو الموضوع الوحيد لهذا الاجتماع، ومن بعده جرى انعقاد مجلس الوزراء في القصر الجمهوري أيضاً، وهو أوّل اجتماع تجتمع فيه الحكومة بعد نيلها الثقة.
السؤال هنا: إنّه طالما يوجد اجتماع لمجلس الوزراء، وطالما أنّ القرار الذي اتخذه مجلس الدفاع الأعلى يحتاج الى موافقة من الحكومة، فلماذا هذا اللف والدوران حول هذا القرار؟ ولماذا هذا الاجتماع لمجلس الدفاع الأعلى؟
يبدو أنّ فخامته يعيش فراغاً كاملاً، ويبدو أنه يبحث عن أي اجتماع ليقول للناس: أنا هنا يعني أنا موجود.
فعلاً، اجتماع مجلس الدفاع الأعلى هذا صار «لزوم ما لا يلزم».
من ناحية ثانية، إنّ هذا الاجتماع اعتداء على صلاحيات الحكومة وعلى عملها، كما أنّ اجتماع فخامته مع المجلس الأعلى للدفاع هو مضيعة للوقت، ومضيعة أيضاً للذين شاركوا فيه وكأنّ السادة المجتمعين ليس لديهم أي عمل يقومون به.
أمّا بالنسبة لقرار ضمّ السيد شربل قرداحي الذي كان يعمل في شركة «ألفا» والسيد رفيق حداد الى الوفد، والشخصان يمثلان الصهر العزيز، فهل هذا التعيين هو من أجل أن يكون الصهر مطلعاً على عمل الحكومة، وأن يكون له رأي مباشر في المباحثات مع صندوق النقد الدولي؟
المشكلة ليست في عقد جلسة لمجلس الدفاع، بل المشكلة هي أنّ فخامته يريد أن يقول للجميع إنّه هو الحاكم الأوحد للدولة، وإنّ كل أمور الدولة تابعة له، وإنّ الاعتداء على «الطائف» ليس موجوداً في مفكرة وعقل فخامته، متناسياً أنّ شغله الشاغل هو كيفية إلغاء الطائف، وكل المحاولات والتصرفات التي يقوم بها هي من أجل إلغاء هذا الاتفاق.
لنأخذ مثلاً: التشكيلات القضائية التي رفض أن يوقع عليها… هل معه حق في أن لا يوقع؟ المشكلة ان البلد لا يتحمّل أي هزات أمنية خاصة وأنّ الذين يدعمون فخامته لا يريدون وجود الدولة، وقد أعلن «السيّد» في قديم الزمان أنه ينتمي الى دولة ولاية الفقيه، وأنه يتمنى اليوم الذي يصبح فيه لبنان دولة إسلامية تابعة كلياً لولاية الفقيه، ويزيد أيضاً بقوله: إنّ سلاحنا وأموالنا ومصاريفنا كلها تأتي من ولاية الفقيه، فنحن لسنا بحاجة الى الدولة.
من ناحية ثانية، نسأل: ماذا عن تشكيل الحكومات، ولماذا يحتاج تشكيل أي حكومة سنة كاملة لتتشكل؟ وأهم من هذا وذاك يجب موافقة الصهر على التشكيلة قبل صدورها!
كذلك هناك بدعة جديدة في تشكيل الحكومة، وهي الميثاقية والدستورية.. بالله عليك يا فخامة الرئيس، أعطنا مثلاً على ذلك واشرح لنا كيف تكون الحكومة ميثاقية ودستورية؟
يمكنك يا فخامة الرئيس أن تتفاخر بأنّ عهدك هو أسوأ عهد في تاريخ لبنان، ويكفي أنّ شعبك العظيم الذي راهن عليك، كان قبل مجيئك شعباً غنياً فأصبح شعباً فقيراً يحتاج الى مساعدات.
يكفي أنّ القطاع المصرفي الذي كان قبل مجيئك الى الحكم من أهم القطاعات إنهار في عهدك، وللعلم فإنّ الودائع في البنوك كانت 200 مليار دولار، ما يعني أنّ الودائع في لبنان كانت كالودائع في البنوك السعودية أي 200 مليار دولار.
وماذا عن القطاع الطبّي.. لقد كان لبنان قبل عهدك يا فخامة الرئيس مستشفى العالم العربي، وبنك العالم العربي ومدرسة وجامعة العالم العربي، وبفضلك اضطرت بعض المستشفيات الى الإقفال، إذ لا دواء ولا أوكسيجين ولا رواتب ولا كهرباء.
الهجرة يا فخامة الرئيس وصلت الى القمة، إذ لم يعد في لبنان مسيحيون، كانوا يمثلون 49% من المجتمع اللبناني، أما اليوم فأصبحوا أقل من 20%.
كل هذا بفضلك وبفضل حكمك الفاشل، وزد على ذلك صهرك، ملك الفشل، في النيابة والوزارة، ويكفي أنّ الشعب اللبناني خسر 65 مليار دولار على الكهرباء بسببه، واليوم لا توجد كهرباء.