IMLebanon

الجَنّة صارت «جهنم» في عهدك يا فخامة الرئيس   

 

 

افتتح أول من أمس في مدينة دبي أكبر معرض في العالم، شاركت فيه حوالى 200 دولة، وقد بلغت تكاليف هذه المنشآت 7 مليارات دولار أميركي. والأهم أنّ 20٪ من أرباح هذا المعرض ستوزّع على الشركات الصغيرة. كما يتوقع أن يأتي الى المعرض خلال 6 أشهر ما يقارب الـ25 مليون زائر، وفي عالم السياحة فإنّ الـ25 مليون سائح، يعني بأنّ الدخل سيكون 25 مليار دولار. كل هذا بفضل ربّ العالمين والعقول الخليجية النيّرة. وهنا نخص بالذكر الشيخ محمد بن راشد بن سعيد ال مكتوم وإخوانه، وطبعاً على رأسهم الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي.

 

أقول وأكتب هذه المعلومات وأنا في حالة من الحزن لسبب بسيط، هو أنه كما قال الشيخ محمد بن راشد في كتابه إنه عندما كان صغيراً كان يحلم أن تصير دبي كشارع الحمراء في بيروت.

 

والسؤال هنا: ماذا فعلنا بلبنان، جنّة البلاد العربية الذي كان يسمّى «سويسرا الشرق»؟

 

دبي بالرغم من الطقس الحار لمدة 6 أشهر في السنة، حيث تصل الحرارة الى 45 درجة أو أكثر، تلك البلاد التي كانت بالأمس القريب بلاداً صحراوية جرداء لا يوجد فيها غير الرمال، تحوّلت الى جنّة بالفعل.

 

طبعاً عندما أتحدّث عن دبي يجب أن لا ننسى كل بلاد الخليج، من الكويت الى قطر، الى البحرين، الى كبرى دول الخليج وأهمها المملكة العربية السعودية، التي أصبحت من أهم الدول المتحضرة، وأصبحت جنّة على الارض، فكل ما تطلبه أو تتمناه تحققه الدولة، ففي تلك البلدان سياحة بحرية (شوبينغ)، ويجب أن لا ننسى المخازن الكبرى التي تدخل إليها، إذ تستطيع أن تقضي اليوم بكامله تشتري أجمل البضائع العائدة الى جميع بلاد العالم.

 

باختصار، إنّ الذين كانوا يوصفون بالعرب الرحل بالكوفية والعقال والدشداشة، تطوّروا وأصبحوا حضاريين يعيشون في جنّة، وهناك تنافس من أجل الوصول الى الكمال، عكس ما يجري في دول المقاومة والممانعة من لبنان الى سوريا، الى العراق، الى اليمن، الى الجزائر وإلى ليبيا.. تلك البلاد التي كانت من البلدان المتقدمة والمتطوّرة وفيها جامعات ومدارس ومستشفيات ودور عبادة من أجمل الكنائس والمساجد، كل تلك البلاد وبفضل الحكام تحوّلت الجنّة فيها الى جهنّم.

 

ومن دون أن نتحدث عن المآسي وملايين القتلى والمهجرين. ففي ألمانيا وحدها أكثر من مليون مسلم عربي، وفي تركيا 4 ملايين سوري مهجّر.

 

المهجرون بالملايين ولا أمل بعودتهم، لأنّ الأنظمة التي تحكم بلادهم لا توحي بالاستقرار، وعدد كبير منهم يخاف من العودة إذا حصلت هرباً من السجون أو القتل فلا أحد يعرف مصيره.

 

بالعودة الى لبنان أجمل بلد في العالم، والذي كتب له الشعراء القصائد من أحمد شوقي الى غيره من كبار الأدباء… صار اليوم وبفضل فخامته من دون مستشفيات ولا أدوية ولا جامعات ولا مدارس ولا بنزين ولا مازوت ولا غاز والأهم من دون كهرباء.

 

يا جماعة لا يوجد بلد في العالم كهرباؤه مقطوعة. ففي المملكة العربية السعودية وبالرغم من كبر مساحتها تجد الكهرباء على بعد آلاف الكيلومترات متوفرة. أما في لبنان الأخضر، لبنان الجنّة وبفضل فخامته أصبح بدون قطاع مصرفي… والمصيبة انه قبل مجيء فخامته استطاع القطاع المصرفي التطوّر حتى وصلت الودائع فيه الى 200 مليار دولار، وهو الرقم نفسه في المملكة العربية السعودية… يا جماعة إنّه شيء لا يصدّق.

 

كل هذا حدث فقط لعيون صهر الجنرال الذي لا يخجل من أن يردد عندما يُسْأل: «نعم ما تتألف حكومة ولا يهم ماذا يحدث في البلد، المهم أنا… فأنا صهر الجنرال»… و»لعيون صهر الجنرال».