Site icon IMLebanon

تلميع صورة العهد العوني… كلام بكلام

 

 

ثلاثماية وخمسة وتسعون يوماً، هي المدة الزمنية المتبقية من عمر العهد العوني، والمشهد الداخلي مثقل بمجموعة من الملفات الحيوية والإصلاحية المطلوبة بإلحاح، على المستويين الخارجي والداخلي، حضرت كلها، دفعة واحدة، على طاولة مجلس الوزراء، في جلسته الأخيرة أول من أمس، في القصر الجمهوري برئاسة رئيس الجمهورية ميشال عون وإلى جانبه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي… ومن أبرز هذه الملفات، تثبيت الأسس التي ينتظرها صندوق النقد الدولي من الحكومة اللبنانية الجديدة… التعيينات وترسيم الحدود والانتخابات النيابية في أيار المقبل… والأوضاع المعيشية وما أحدثته من نكبات كللت العهد العوني وعلى كل المستويات الشعبية العابرة لحدود المناطق والطوائف والمذاهب… من ماء وكهرباء ودواء واستشفاء، ومحروقات والليرة تواصل انهيارها أمام الدولار…

 

أياً ما آلت إليه الجلسة، التي تقاطعت مع إعلان وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على شخصيات على صلة بـ«حزب الله»، فإن الرئيس عون يسعى جاهداً إلى «توفير حُسن الختام وتلميع صورة عهده…» وقد تمسك بعقد الجلسة برئاسته، بعد أن كان ترأس وحيداً جلسة «مجلس الدفاع الاعلى»… والخروج على الرأي العام على أنه «سيد المؤسسات والآمر الناهي…»؟!

 

ينتظر اللبنانيون، على وجه العموم، أن يُقرن الجنرال عون، الأقوال بالأفعال، وتنفيذ ما كان وعد به بأن تكون « السنة الأخيرة من عهده سنة الإصلاحات الحقيقية…» التي لم تبصر النور طوال سنوات عهده… رغم تشديد «الاصدقاء» و«الأشقاء» على وجوب إنجازها، اليوم قبل الغد، لينال لبنان ما يستحقه من دعم مالي واقتصادي وسياسي، من أبرزها الانتخابات النيابية والبلدية والاختيارية… وهي ستكون امتحاناً لانتشال العهد وداعميه من مستنقعات الفشل والغرق في وحول الوعود التي لم يتحقق منها أي شيء… خصوصاً وأن الرئيس نبيه بري أكد في وقت سابق «أن الإنقاذ الشامل هو المطلوب، وأن أمام الحكومة ثلاثة أشهر فقط لتقدم خلالها الإنجازات المطلوبة، حيث ستدخل في الأشهر الثلاثة المتبقية ما هو مطلوب لإنجاز الانتخابات»…

 

يرى عديدون أن الانتخابات النيابية المقبلة ستكون «مصيرية» بالنسبة إلى «التيار الوطني الحر» برئاسة جبران باسيل، و«القوات اللبنانية» برئاسة سمير جعجع، والكلمة الفاصلة في ذلك ستكون في صناديق الاقتراع، من خلال الانتخابات المقبلة، التي يصر فريق «الاكثرية الحالية». على إجرائها، في موعدها، رافضاً الانقلاب عليها وعلى خياراته الاستراتيجية، من خلال الانتخابات، التي يرى البعض أنها «لن تكون محلية مئة في المئة،…»؟! حيث أن عواصم خارجية ستواكب هذا الاستحقاق، وكأنه ملك لها، خصوصاً بعد التطورات الإقليمية – الدولية الأخيرة، وقد أصبحت الانتخابات اللبنانية، على كل شفة ولسان مرجعيات خارجية (في مقدمها فرنسا) والوسيلة الأفضل لتحقيق الإصلاحات المطلوبة، وبأقل كلفة ممكنة…»؟!

 

الصراع بين «التيار» و«القوات»، مشروع إن لم يتخذ صفة الإلغاء… حيث شدد جعجع على وجوب إجراء الانتخابات في أسرع وقت ممكن، ولو طالت رئاسة الجمهورية، للتخلص، مما أسماها « المنظومة التي يؤدي عملها إلى ما يعيشه اللبنانيون اليوم من أزمات…» وقد نقلت مصادر عن رئيس «القوات» تشديده في الدعوة الى المشاركة الكثيفة في الانتخابات المقبلة، لتوليد موجة سياسية ونيابية تؤدي إلى وقائع جديدة… مخاطباً جمهور ما كان يسمى بـ١٤ آذار  قائلاً: «ثورتكم لم تنتهِ، ولن تنتهي قبل تحقيق الأهداف التي من أجلها كانت الانتفاضة…»؟! ليخلص مشدداً على «المشاركة الكثيفة في الانتخابات المقبلة، ومؤكداً وجوب حصولها، رافضاً تأجيلها، تحت أي ظرف كان أو ضرورة ما…؟!