… وكأنه كُتِبَ على اللبنانيين، أن يعيشوا مأساة كبرى، كلما وصل فخامة الرئيس ميشال عون الى السلطة… ففي أي فترة من توليه السلطة، تتحوّل الساحة اللبنانية الى ساحة اقتتال وحروب: داخلية وخارجية..
فبالعودة الى عام 1988، يوم كان الرئيس أمين الجميّل رئيساً للجمهورية، وكان راغباً في تمديد ولايته… إلاّ أنه اصطدم برفض الرئيس السوري حافظ الأسد التمديد ولو دقيقة واحدة… فأقدم في اليوم الأخير من ولايته على تشكيل حكومة عسكرية برئاسة قائد الجيش يومذاك ميشال عون الذي كان على علاقة سيّئة بسوريا وكلّفه تشكيل حكومة عسكرية هدفها الوحيد العمل على انتخاب رئيس جديد للجمهورية… وكان هدف عون بعد ذلك “تكسير رأس حافظ الأسد” كما ادعى…
وهكذا… ونكاية بالرئيس حافظ الأسد عيّـن الجميّل الجنرال عون رئيساً لحكومة محددة المهمة… وبالفعل فإنّ الجنرال ميشال عون فعل كل شيء، يمكن أن يتصوّره أو يتوقعه أي لبناني، إلاّ أنه لم يقم بالمهمة الوحيدة المطلوبة منه، وهي إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
ولم يكتفِ عون بالقول بتكسير رأس حافظ الأسد بل افتتح معركة ثانية مع “القوات اللبنانية” حيث قام بـ”حرب الإلغاء” ثم “حرب التحرير” وأخيراً “حرب تكسير رأس حافظ الأسد”.
لم تشهد الساحة المسيحية والمناطق المسيحية كافة خلال كل الحروب حوادث مشابهة لما فعلته حروب الجنرال ميشال عون.
– 300 ألف مواطن هاجروا في عامي 1988 و1989.
– تدمير المنطقة الشرقية دماراً شبه كامل.
– القتلى والجرحى من “القوات” ومن المواطنين ومن الجيش اللبناني بالآلاف.
هذه عيّنة بسيطة من عينات القتل والتدمير التي حصدها اللبنانيون بسبب تكليف الجنرال ميشال عون رئيساً للحكومة العسكرية.
أما بعدما وصل فخامة الرئيس ميشال عون الى الرئاسة بعد عامين ونصف العام من التعطيل، لأنّ السيّد حسن أصرّ على ايصاله الى الرئاسة تفاءلنا بأن يكون عهد عون أفضل عهد في تاريخ لبنان.
فقد استبشرنا وقلنا: قد يكون عهده كعهد الرئيس فؤاد شهاب، ولكن للأسف أصبنا بخيبة أمل… إذ إنّ عهده كان أسوأ عهد في تاريخ لبنان. أما لماذا فلأنّ أموراً عدة حصلت في عهده:
أولاً: حصل ما لا يتصوّره العقل بالنسبة للوضع المالي، إذ إنّ ما حصل في البنوك اللبنانية لم يحصل في أي بلد في العالم. فقد سلبت أموال الشعب الموضوعة في البنوك، وتمنعت السلطة عن إعادتها بل قالت إنّ هذه الأموال يجب أن تُعتبر خسائر.
ثانياً: 65 مليار دولار هُدرت في ملف الكهرباء فقط، نصفها، لأنّ الصهر العزيز رفض أن ينتقل الى الغاز ليوفر ملياراً ونصف المليار من الدولارات سنوياً، ورفض عرض الصندوق الكويتي، فأصرّ على سلفة مليار و500 مليون دولار… وأخيراً قال: “ما خلونا”.
طبعاً هذا غير الهدر في السدود…
نكتفي بهذا القدر لنقول إنّ فخامته يستطيع أن يفوز بلقب ملك الموت والتدمير…