IMLebanon

أحداث الطيونة أطلقت العنان لخلاف التيار ــ حزب الله… واستياء رئيس الجمهورية !

 

«الوطني الحر» اول الخاسرين في الشارع المسيحي… والثمن سيُدفع في الانتخابات النيابية

 

اعاد يوم الخميس الماضي بلحظات، مشاهد الحرب وما تحويه من خراب وويلات وضحايا ، من خلال المعارك التي شهدتها منطقة الطيونة والجوار، من قنص ورصاص وقصف بقذائف ال B7 في كل الاتجاهات، فانطلقت تلك المشاهد لتحوّل التحرّك الاحتجاجي لمناصري الثنائي الشيعي، ضد توّلي المحقق العدلي في قضية مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، الى خارج المنحى المطلوب، فانقلبت الاوضاع رأساً على عقب، لتصبح المنطقة ساحة حرب، ليدفع الثمن شبان رحلوا من دون اي سبب.

 

الى ذلك وفي الاطار السياسي، رأت مصادر مطلّعة أنّ الخاسر السياسي الاكبر من أحداث الطيونة، هو رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، والعهد بصورة عامة، ما سيؤثر عليهم في الانتخابات النيابية المرتقبة، لانّ عناوين اتفاقية مار مخايل وعلاقة التيار مع حزب الله، سقطت في الشارع يوم الخميس، معتبرة انّ ما جرى ارتد سلباً عليهم، والمطلوب إتخاذ مواقف مغايرة على الفور، ونقلت المصادر إستياء رئيس الجمهورية مما حصل، وكلمته مساء الاربعاء كانت خير دليل على ما نقول.

 

وفي الاطار عينه، ُنقل عن شخصية قانونية في التيار قولها في مجلس خاص، إنّ الوطني الحر بات اليوم في مأزق كبير، ليس في الشارع المسيحي فحسب، بل في شارعه بصورة عامة، بحيث تسبّب بارتباك في مواقف قيادييه ومناصريه، واملت هذه الشخصية في إعادة صياغة بنود تفاهم مار مخايل ، الذي وُقّع بين التيار والحزب في شباط من العام 2006، بعد اعتبار عدة افرقاء أنّ التفاهم في طريقه الى الزوال، خصوصاً بعد إطلاق مواقف مغايرة من قبل بعض النواب العونيّين ضد الحزب، وتغريدهم خارج السرب، إضافة الى مغادرة بعض مسؤولي التيار، إحتجاجاً على السياسية التي يتبعها رئيسه جبران باسيل، والتي يعتبرها معارضوه أنها لا تصّب في مصلحة التيار بل في اتجاه حلفائه.

 

ورأت الشخصية القانونية أنه آن الآوان كي يعود التيار الى قواعده وشعاراته، التي تكاد تمحي ماضيه المشرّف السيادي منذ عقود، واشارت الى ما قاله باسيل في ذكرى توقيع التقاهم في شباط الماضي، « بأنه لم ينجح في مشروع بناء الدولة وسيادة القانون، وأنّ تطوير هذا التفاهم في اتجاه فتح آفاق وآمال جديدة أمام اللبنانيين، هو شرط لبقاء جدواه ، إذ تنتفي الحاجة إليه إذا لم ينجح الملتزمون به في معركة بناء الدولة « ، هذا الكلام شكّل مفاجأة للجميع حينذاك، بعد ان ساد صمت التيار لفترات طويلة، مما يعني انه وعلى الرغم من الهزات التي تعرّض لها، بسبب التباين في بعض الملفات، والخلافات داخل جلسات مجلس الوزراء بين الطرفين، لم يصل التناحر الى هذه النقطة، وبالتالي لم يقع التفاهم في اي مرة بل كان يهتز ليس اكثر، كغيره من الاتفاقات التي لا بدّ ان تمّر من وقت الى آخر بتأرجح سياسي، خصوصاً في لبنان في ظل التقلبات السياسية اليومية، لان دروب الموقعين عليه لن تكون بالتأكيد سالكة ، بل وعرة في بعض الاحيان، لانّ السياسة تحمل دائماً المفاجآت، من دون ان ننكر أنّ كلا الطرفين حافظا على الثوابت ولمدة طويلة، لكن اليوم لا بدّ من تغيّير ما لانه بات ضرورياً.

 

في غضون ذلك، يشير نائب معارض الى انّ العلاقة بين التيار وحزب الله، عايشت التوتر الاكبر حين وصل الموس الى ذقن باسيل، بعدما تناولته العقوبات الاميركية، ومنذ ذلك الحين لم يعد التيار الوطني الحر مرتاحاً سيـاسياً، لانه شعر بدفع الاثمان الباهظة التي تراكمت عليه وجعلته في الواجهة، فتوالت الخسائر ولا تزال، ناقلاً إستياء بعض نواب التيار وبالصوت العالي مما جرى اخيراً، لانّ الشارع المسيحي بأغلبيته بدأ يتفلّت من التيار وهذا لا يجوز، لانّ الثمن سيدُفع في الانتــخابات النيابية، بعدما كان التيار في طليعة الرابحين فيها، فالمخاوف تتفاقم من احتمال خسارته، لعدد كبير من المقاعد في المجلس النيابي الجديد.