أحبائي
خمسة أعوام انقضت من ولايتي. ولاية حبلى بالآمال والأماني ومثقلة بالخطط والمشاريع الطموحة التي عزمت على تحقيقها، ولا أزال عاقداً العزم حتى آخر دقيقة من ولايتي الدستورية مهما واجهتني الصعوبات والعراقيل، لكنني سأكون صريحاً معكم كما عهدتموني، فإرادات الشر اجتمعت لمحاربتنا ومنعنا من الشغل، لكننا والخيّرين قادرون على دحر المنظومة التي حكمت لبنان لثلاثين سنة. أدعوكم إلى الصبر والصمود، راح الكتير وما بقي إلا القليل. راح العمر وجنى العمر ولم يبقَ في مصرف لبنان ما يكفي لتأمين مصاريف الدولة الأساسية. تبّا لك يا رياض.
أحبائي
في الذكرى الخامسة لتبوّئي العرش، أعترف أمامكم أنني أخطأت بحق الرئيس الراحل سليمان فرنجية يوم قلت في آب 1988: “رئاسة الجمهورية منها مزحة أبداً، بدها شخص يكون قادر يشتغل 20 ساعة على 24 وسليمان فرنجية عمره تمانين سنة وما بيقدر يركّز أكتر من ساعة أو ساعتين بالنهار. بهالعمر ما بتعود تعرف أيمتى بيكون خرفان وأيمتى بيكون واعي، والرئاسة بدها حدا يكون شابّ ومنتج”. فمن يخاطبكم اليوم في السابعة والثمانين ويستطيع أن يقوم بواجباته الدستورية كاملة وقادر أن يركز ويشتغل وينتج… والأفعال شواهد.
أحبائي
ليس أصعب على المسؤول من الإعتراف بأخطائه وممارسة النقد الذاتي وهو في السلطة. وها إني أعترف أمام الله العادل بأنني أخطأت بحق ولدي وتلميذي ونور عينيي وأمل حياتي جبران باسيل، فالرجل لم ينل فرصته الكاملة في عهدي، على الرغم من إمكاناته القيادية وحكمته وخبرته السياسية وحب الناس له وإيمانهم المطلق به. فلم أطلق يده بالكامل في اختيار الوزراء وفي رسم السياسات العامة وفي التعيينات، وانا عازم في السنة الأخيرة من ولايتي أن أوليه بعضاً مما يستحقه وأتعهد أمامكم بتأمين انتقال سلس للسلطة مني إليه، كي يشرف جبران بنفسه على التدقيق الجنائي ويفتتح معمل سلعاتا ويرسّم الحدود ويبني السدود ويزرع الجرود ويقضي على الضواري والقرود.
كما أتعهد أمامكم بإجراء إنتخابات نيابية في طقس مشمس يختار فيها اللبنانيون ممثليهم في مجلس النواب، وسيكون المجلس الجديد خير سند وعضد للرئيس باسيل لما فيه خير البلد.
أحبائي
قلت لكم بعد حادثة الطيونة أن لا عودة لعقارب الساعة إلى الوراء، وأتمنى بالتعاون والتنسيق بين الشعب والمقاومة أن يتمكن الجيش من القبض على من بقي من زمر الميليشيات التي روعت الآمنين في الغبيري وحاولت القيام بغزوة لحارة حريك، وتكسير سيارات المواطنين المركونة في أزقة بير العبد والإعتداء على منازلهم وأرزاقهم. وأجدد القول اليوم أنني لن أسمح بعودة الفتنة كما لن أقبل بتعطيل مجلس الوزراء وأحمّل سمير جعجع المسؤولية الكاملة عن ذلك. فوقوفه إلى جانب المحقق العدلي البيطار استفزّ الآخرين. فليسكت.
هذا بعض ما قد يخطر على بال السيد الرئيس، في الذكرى الخامسة للنكبة.