IMLebanon

تماهي عون مع حزب الله يُعطّل حل الأزمة مع السعودية ويزيد الأمور سوءاً

 

 

 

بدأ رئيس الجمهورية ميشال عون بالامس عامه السادس والاخير، من ولايته، بعيدا عن خطاب، تعداد «الانجازات» الخيالية المعهودة، وسلسلة الوعود الوردية، وبغياب، حملات الإشادة والتبجيل المصطنعة، وبصمت مطبق يشبه صمت القبور، شكلا ومضمونا، لانه، ليس باستطاعة المطبلين والمهرجين، من رأس التيار الوطني الحر، الى آخر المصفقين فيه، مواجهة اللبنانيين، والتباهي أمامهم، بانجاز حقيقي واحد، حققه رئيس الجمهورية، لوطنه في السنوات الخمس الماضية، بعيدا عن اوهام التدقيق الجنائي واكاذيب الاصلاح ومكافحة الفساد بعد الازمة المستفحلة التي بتخبط فيها الآن، مع دول الخليج العربي.

 

ماعساه، يخاطب رئيس الجمهورية اللبنانيين في ختام سنته الخامسة، وبداية النهاية لعهده في سنته الاخيرة، لو لم تنفجر الازمة الاخيرة؟

 

السنة الخامسة للعهد توصف بالسنة الأسوأ وهي الأكثر سوداوية بتاريخ العهود

 

بالطبع، لن يتطرق الى انه أضاع سنته الاولى، بنكران شراكته مع حكومة العهد الاولى، والادعاء علنا، بانها، لا تمثل حكومة العهد هذه، وكأنها مفروضة عليه، بحكم الواقع السياسي، وليس في اطار اللعبة السياسية وتقاسم السلطة بين مختلف الاطراف السياسيين.

 

وفي سنته الثانية غرق في معارك، ايهام اللبنانيين، بعزمه على اعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم، مقابل رفض خصومه لهذه العودة، وادخل الحكومة في دوامة خلافات ومعارك فراغي بلا طائل، اعاقت مهماتها، وادخلت البلد في دوامة من الارباكات، التي لا تتوقف.

 

ولم يكن، حظ السنة الثالثة من العهد، افضل من السنتين السابقتين، بل ظهرت بوضوح، طموحات الوريث السياسي لرئيس الجمهورية النائب جبران باسيل، بالتغول على صلاحيات رئيس الجمهورية، والاستئثار بالسلطة وبكل الادوار، وتعطيل عمل الحكومة، ومسار الاصلاحات المطلوبة لتنفيذ مؤتمر سيدر، بافتعال مسلسل، للاشكال مع رئيسها حينا، والاشتباك مع معظم الاطراف السياسيين، حينا آخر، الامر الذي عطل العمل الحكومي بنسبة كبيرة، وشل انطلاقتها، واجهض عملية النهوض الاقتصادي، وتسبب في وقت لاحق باندلاع الاحتجاجات الشعبية الواسعة ضد السلطة كلها، وفي مقدمتها، رئيس الجمهورية ووريثه السياسي وتياره على وجه الخصوص.

 

وكانت اللحظة المؤاتية للعهد، باطلاق يده بتشكيل حكومة جديدة برئاسة حسان دياب، بعد إعتذار الرئيس سعد الحريري عن تشكيلها يومذاك، وكان مصيرها الفشل الذريع، بفعل الممارسات والسياسات الخاطئة للعهد وحلفائه، وادخلت البلد في حالة صعبة ومتردية، على كل المستويات، الى ان قدمت استقالتها، بعد حادثة تفجير مرفأ بيروت الاليمة.

 

السنة الخامسة للعهد، يمكن تسميتها بالسنة الأسوأ، وقد تكون الاكثر سوداوية وقباحة في تاريخ العهود، لما راكم فيها من ممارسات وسياسات، عطلت مسار الدولة ككل، وتجاوزت الدستور، واعاقت محاولات تشكيل اكثر من حكومة، تحت عبارات ومطالب ملتوية ومزيفة، وكلها، ادت إلى مزيد من انهيار الدولة وتفككها وزيادة عذابات المواطنين، وهي السنة التي بشّر فيها رئيس الجمهورية اللبنانيين، بأنهم مقبلون فيها على جهنم، وهذا ماحصل بالفعل، ومايزال مستمرا.

ad

 

في هذه السنة الجهنمية، دخل لبنان بالعتمة الظلامية الشاملة، بفعل الادارة السيئة والفاسدة التي تولاها النائب جبران باسيل لوزارة الطاقة طوال أكثر من عشر سنوات متتالية واهدر فيها عشرات مليارات الدولارات، ذهبت الى جيوب المنتفعين. ولم يقتصر الامر عند تردي قطاع الكهرباء فقط، بل طاول كل قطاع الطاقة، وندرة المحروقات من بنزين ومازلت وغاز، وصعوبة الحصول عليها، وهو لم يشهده اللبنانيون، حتى في ايام الحرب الاهلية المشؤومة، ناهيك عن التدهور المالي الاقتصادي والمعيشي الصعب.

 

لم تتوقف احداث السنة السوداوية عند هذا الحد، بل توجت بتجرؤ حزب الله على توجيه التهديد المباشر للمحقق العدلي بتفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، لتعطيل مهمته، واستتبعت باحداث الطيونة وعين الرمانة الدموية مؤخرا، وما نتج عنها، من تداعيات سلبية واهتزاز الوضع العام في لبنان كله.

 

ولعل الازمة القطيعة، التي استجدت في الايام الاخيرة، مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي الشقيقة، والتي تحدث لاول مرة، بتاريخ العلاقات الاخوية معها على هذا النحو، وغطت على مسلسل الازمات والمشاكل السياسية والمالية، التي اغرق بها رئيس الجمهورية، وحليفه حزب الله لبنان، طوال السنوات الخمس الماضية، تجسد بوضوح، النتائج والانجازات الكارثية، التي جناها العهد بامه وابيه، بسياسات، التماهي والانحياز للنظام الايراني، في معاداة الدول العربية جمعاء.

 

ولذلك، لم يستطع العهد، هذه المرة، مواجهة اللبنانيين، بخطابات وشعارات، مغلفة، باوهام الوعود الكاذبة، والشعارات الفارغة، بعدما صمّت، اذانهم باكوام منها، وبقيت حبرا على ورق، تستغل بالمناسبات، لدغدغة مشاعر ألناس، وليس اكثر، فيما يبدو العجز عن اتخاذ القرارات وتجاوز سياسة الانحياز لايران والصمت عن وجود السلاح غير الشرعي، من ابرز انجازات العهد المدمرة، والتي لا يبدو انها تساعد في حل الأزمة المستجدة مع المملكة ودول الخليج العربي، ولاتنفع في حل سائر الازمات والمشاكل التي يواجههالبنان، بل ستزيد الامور سوءًا.