Site icon IMLebanon

لا تسوية مع العهد الجهنمي

 

المثل الشعبي يقول «يللي بيجرب المجرب بيكون عقله مخرّب».

يبدو أنّ هذا المثل دخل في مرحلة النسيان بالنسبة لفخامة رئيس الجمهورية، خاصة وأنه لا يزال يقوم في كل فترة بتسوية ما، ونظن أنّ صهره العزيز الذي يوزّع الأدوار معه يلعب اللعبة نفسها.

فخامته أصيب بعدّة نكسات، خاصة من دولة رئيس المجلس النيابي الاستاذ نبيه بري، الذي كشفه منذ اليوم الأول.. حين جاء فخامته الى قصر عين التينة طالباً من دولته تأييده في انتخابات رئاسة الجمهورية، فكان دولته صريحاً وصادقاً حين قال له: «لا أستطيع أن أنتخب رئيسين حضرتك وحضرة صهرك العزيز».

للأسف كان قلب الدكتور سمير جعجع قائد «القوات اللبنانية» أبيض صافياً، فبالرغم من حروبه مع فخامته: من حرب التحرير الى حرب الإلغاء، لم يتعلم الدكتور ان أي اتفاق مع فخامته سيكون مصيره الفشل.. لأنّ فخامته معتاد أن يأخذ من أي اتفاق ما يخصّه ثم يتهرّب من إعطاء أي شيء بالمقابل.. وتاريخه في الهرب من الاتفاقات مشهود، إذ حدث مرتين مع الدكتور جعجع والمرة الثالثة بعد أن صرّح فخامته من أمام مكتبه المدمّر في وزارة الدفاع عام 1989 يوم كان رئيس الحكومة العسكرية المكلفة بإجراء انتخابات رئاسية وكان كل ما فعله هو ضد أي محاولة لانتخاب رئيس جديد للبلاد، يومها قال: إنه سيكسّر رأس الرئيس حافظ الأسد.

وفعلاً صدق فخامته حيث هرب بالبيجاما عند أوّل طلقة نار الى السفارة الفرنسية في مار تقلا تاركاً زوجته وبناته الثلاث اللواتي تسلمهن ايلي حبيقة من العميد السوري في القوات الخاصة علي ديب.

حتى الرئيس سعد الحريري لم يسلم من إجراء تسوية مع فخامته، والتي كانت السبب الثاني في وصوله الى القصر… طبعاً لا يُلام الرئيس الحريري، لأنّ سنتين ونصف السنة من دون رئيس جمهورية هو أمر غير مقبول ولا يقبل به أي مواطن لبناني شريف، وللعلم فإنّ الرئيس الحريري قام بـ52 محاولة في مجلس النواب من أجل وصول الدكتور جعجع رئيساً، ولكن النصاب وللأسف لم يكن مؤمناً لأنّ «الحزب العظيم» وبلسان السيّد الذي كان يردّد: إما ميشال عون أو لا رئيس مهما طال الزمن.

المحاولة الثانية كانت مع الوزير سليمان فرنجية الذي فضّل مشاريع الصيد على مشاريع الرئاسة.

وهكذا لم يجد الرئيس الحريري إلاّ حلاً واحداً… إذ أرسل مدير مكتبه نادر الحريري الى أثينا والتقى مع الصهر العزيز وجرى اتفاق هناك «لا داعي لذكر بنوده» لأنه لم ينفذ منه إلاّ بند وحيد هو تأييد الرئيس الحريري وكتلته النيابية لانتخاب فخامة الرئيس ميشال عون رئيساً… أما بنود الاتفاق الأخرى «فلم ينفذ منها شيء».

نبدأ بالبند الأوّل: أن يبقى الرئيس الحريري رئيساً للحكومة طوال عهد الرئيس ميشال عون.

ثانياً: أن يكون هناك اتفاق في الانتخابات، وبالتأكيد فخامته اخذ ما يحتاجه من الرئيس الحريري من دون أن يعطي شيئاً.

ثالثاً: وقف ضد الرئيس الحريري بقانون الانتخاب العجيب الغريب والهجين إرضاءً لصهره العزيز… ولولا ذلك القانون لما نجح الصهر العزيز.

اليوم يحاول فخامته أن يبرم اتفاقاً مع رئيس الحكومة، على تغيير عدد من رجالات القضاء وذلك من أجل المجيء بهيئة قضائية جديدة مطواعة، أي أن يكون رئيس مجلس القضاء الأعلى بإمرة فخامته وطبعاً بإمرة صهره العزيز، هذا أولاً…

ثانياً: تغيير المدّعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات كي يكون بإمرة فخامته وطبعاً بإمرة صهره العزيز.

ثالثاً: الإتيان برئيس للتفتيش القضائي وإبدال القاضي بركان سعد، حتى يكون الجديد بإمرة فخامته وبإمرة صهره العزيز.

فكل الكلام الذي حاولت جماعة فخامته بثه في وسائل الإعلام عن خلافات بين رئيس المجلس ورئيس الحكومة ليس لها أي اساس من الصحة.

ولكن المهم أنّ عملية «الفخ» للذهاب الى جمهورية جهنم فشلت.