فعلاً خمس سنوات، كانت غير كافية لإنقاذ البلد… هذا بعض ما قاله فخامة الرئيس بشكل أو بآخر.
على كل حال، لا أدري كيف تذكرت وأنا أسمع فخامته من على شاشة التلفزيون وهو يردّد ما قاله ويقوله دائماً. باختصار عندما يتحدث يوحي أنه يملك الحلول لأي مشكلة في العالم. لكن الحقيقة هي أنّ المشكلة الحقيقية تكمن في فخامته الذي يطرح شعارات فاشلة أثبتت فشلها خلال 5 سنوات.
بالعودة الى التاريخ، فإنّ الجنرال فؤاد شهاب انتخب رئيساً للجمهورية بعد حرب أهلية، لكنه استطاع باستقامته ونزاهته وصدقه وقوة شخصيته، أن ينجح في تكملة مشروع الدولة الذي أسّسه الرئيس كميل شمعون.. بينما كل ما فعله فخامته يختصر بأنّه يلبّي ما يريده الصهر، وأية وزارة يختارها صهره العزيز، الذي فشل في وزارة الاتصالات، وفشل في وزارة الطاقة، وكذلك في وزارة الخارجية.
فشل في كل وزارة تسلمها وكانت أبرزها وزارة الطاقة، كما ذكرنا التي بلغت الخسائر فيها 65 مليار دولار.
بالعودة الى ان رئيس الجمهورية ليس عنده صلاحيات، ومنها الدعوة الى اجتماع الحكومة، فيهمني أن أذكّره أنه استطاع أن يمنع الرئيس سعد الحريري خلال 13 شهراً من تشكيل حكومة.. فماذا يعني هذا؟!
من ناحية ثانية، يتحدث عن الاستراتيجية الدفاعية وهو يعلم أنه لم يحاول ولو لمرة واحدة أن يبحث هذا الموضوع، ولو على سبيل الكلام. لأنّ ذلك يزعج حليفه الأساسي الذي جاء به..
يتحدث فخامته عن التعطيل، ويبدو أنه لم يتذكر أنه بسبب حليفه الإلهي عطّل الدولة عامين ونصف العام من دون رئيس لأوّل مرة في تاريخ لبنان.. يا جماعة هل توجد دولة واحدة في العالم من دون رئيس؟
يتحدث عن التدقيق الجنائي، بالله عليك.. يا فخامة الرئيس ماذا تعرف عن التدقيق الجنائي؟ وإلى أين تريد أن تصل؟ وهنا لا بد أن نلفت نظرك الى ان سعادة حاكم مصرف لبنان استدعى شركتين عالميتين من أجل إجراء تحقيق مفصّل عن حسابه الشخصي، فهل صهرك العزيز مستعد أن يفعل ذلك؟ أو حتى شركاء صهرك وهم معروفون: منهم أو أحدهم جاء اسمه ضمن العقوبات وكان وزيراً ولا يريد أن يترشح للانتخابات خوفاً من العقوبات.
تحدثت فخامتك عن مجلس النواب.. وهنا لا بد من أن نذكرك بأنّ صهرك يملك أكبر كتلة نيابية ويتباهى ليلاً ونهاراً بذلك، وعند تشكيل أية حكومة يريد أن يكون عنده الثلث المعطل ومعه العدد الأكبر من الوزراء في الحكومة.
ومن حيث المبدأ، فإنّ كتلة التغيير والاصلاح مع حلفائها تستطيع أن تفعل ما تريد في المجلس النيابي.. هذا لو كانت القرارات التي يتخذها «التيار» منطقية وفي مصلحة البلد وليست لمصلحة رئيس «التيار» فقط… وهنا نحب أن نذكّر فخامته لماذا رفض صهره العرض الكويتي لإنشاء محطة كهرباء بشروط لا يمكن أن يحصل عليها أي بلد؟..
أما عن «الكابيتال كونترول» الذي طرحته حكومة الرئيس دياب، وأشكر فخامته أنه ذكّرنا بتلك المصيبة التي اسمها حكومة البروفسور حسان دياب، الذي يبدو أنّ خبرته في إدارة الدولة وفي البنوك مثل مهندس ميكانيكي، يفهم بالموتورات فتسلمه المالية أو إدارة دولة..
يا فخامة الرئيس.. القرار الذي اتخذته حكومتك، أي حكومة صهرك ودياب، هي التي أسقطت القطاع المصرفي في لبنان، عندما تمنّعت عن دفع سندات اليورو بوند… طبعاً لا ألومك لأنك لا تفهم بعالم المال.. ولكن سأسهل عليك الموضوع… إنّ أي دولة تحترم نفسها لا يحق لها أن تقول لدائن إنها لا تريد أن تسدّد له حقوقه.. هذا يعطي انطباعاً أنّ الدولة لم تعد دولة بل أصبحت عصابة، لو دفعت سندات اليورو لما سقط أهم وأفضل وأكبر قطاع مصرفي في العالم، كان قد حصل على ثقة عالمية حيث كان معظم رجال الأعمال والأغنياء يودعون أموالهم في لبنان، لأنّ لبنان كان يتمتع بنظام مالي هو الأفضل حتى من النظام السويسري، ولكن البركة بمستشاريك الذين لا علاقة لهم بالمال، إلاّ كيف يملأون جيوبهم وكيف يركّبون الدين على الدولة، وهنا أيضاً أذكّرك أنه في عهدك الميمون حصلت فضيحتان: الأولى 15000 موظف وظفوا سياسياً قبل الانتخابات… والثانية: سلسلة الرتب والرواتب التي دمّرت البلد.. ويكفي أن يكون هناك عجز في مؤسّسة وفي الوقت نفسه يريد المسؤولون زيادة الرواتب فيها.
أما قولك، أو دعوتك الى الاستراتيجية الدفاعية والحوار وخطة التعافي المالي واللامركزية الإدارية والمالية الموسّعة، فأقول لك «يطعمك الحجة والناس راجعة».
هذا الكلام ليتك قلته منذ 5 سنوات لكان قد يكون صالحاً.
أما بالنسبة للعلاقات مع الدول العربية فكيف يمكن إقامة علاقات مع أي دولة وحليفك الرئيسي يتصرّف كما ترغب عدوّة العرب الدولة الفارسية التي صرّح مرشدها الأعلى آية الله خامنئي قائلاً: إننا نسيطر على 4 عواصم عربية هي: بيروت ودمشق وبغداد وصنعاء.
فقبل أي حوار بين لبنان وأي بلد عربي يجب أن يتحرّر لبنان من الفرس.