منذ أن انتهت مقابلة الرئيس ميشال عون والتساؤل واحد: ما الغاية من هكذا مقابلة؟
فإذا كانت لتهدئة الشارع فها هي الثورة عبّرت عن غضبها بالعودة إلى خيار قطع الطرقات الذي استعاضت عنه بخطط أخرى تضغط فيها على الدولة في الأيام الماضية.
وإذا كانت الغاية تبييض صورة الرئيس أمام اللبنانيين أو شد عصب الجمهور، فها هم اللبنانيون أضافوا على المطالبة بحكومة تكنوقراط دعوة رئيس الجمهورية إلى الرحيل. وانتقلت الاعتصامات من الساحات إلى قصر بعبدا، ليتبين أيضاً أن طريق “قصر الشعب”، مثلما أطلق عليه عون، مقفلة أمام اللبنانيين ومفتوحة فقط للعونيين.
ومهما كانت الغايات فإن النتيجة واحدة هي أن رئيس الجمهورية في مقابلته التي ظهر فيها وكأنه يتكلم قبل 17 تشرين الأول، خسر كل رصيده أمام المتظاهرين، ولا يتبقى سوى “مرسوم الرحيل”.
ما نستنتجه أن المقابلة لم تكن موجّهة للشعب، بل كان عنوانها “مغازلة حزب الله”، فالرجل لا يزال يدرك أن فاتورة وصوله إلى الرئاسة سارية المفعول ويتبقى من عمرها 3 سنوات. قدم لـ “الحزب” ما يطمئنه:
– حكومة تكنو – سياسية.
– لا استراتيجية دفاعية.
– تبييض صورة “حزب الله” على حساب العلاقات مع المجتمع الدولي.
– مهاجمة الثورة والثوّار واستفزازهم.
قد يكون الأمين العام لـ”حزب الله” السيد نصرالله صفّق لرئيس الجمهورية لكن الأكيد أنه قال في نفسه: “لو كنت أعلم!!”.
ولم يكن الشعب ينتظر من رئيس الجمهورية مواقف سياسية، أوحت أنه لا يزال في مرحلة ما قبل العام 1989، ولا التعبير عن مدى حبه لرئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ولا أن يكشف للشعب مدى تمسكه بالكرسي، كان ينتظر جملة واحدة فقط تحدد موعد الاستشارات النيابية.
أما السؤال الأخير والبالغ الأهمية، فهو: من نصح رئيس الجمهورية بمقابلة مباشرة ترجمت المطالبة برحيله؟… أعيدونا إلى “المونتاج”!