Site icon IMLebanon

تسونامي عون وفقَّاعة باسيل

 

 

“العونيون” أو “العونية”، هل هي التيار الوطني الحر؟ على غرار الشمعونية وحزب الوطنيين الاحرار؟

 

في الأصل، الإلتباس كبير، الحالة العونية وُلِدت من رحم ألوية الجيش اللبناني التي كانت تتمركز في المناطق التي كانت تُعرف بالمناطق الشرقية، والتي كانت تأتمر بأوامر العماد ميشال عون، بعد تعيينه رئيساً للحكومة العسكرية الإنتقالية في 22 أيلول 1988. التيار الشعبي وُلِد لاحقاً، ولذلك حين يقيم التيار الوطني الحر احتفالات لتكريم “شهدائه”، فهو عملياً يأخذ دور قيادة الجيش في التكريم لأن الذين سقطوا شهداءَ هُم من الجيش اللبناني، ويصعب العثور على “شهداء” من التيار لأنه وُلِد بعد انتهاء الحرب، ولا شهداء لديه.

 

شهداء ضهر الوحش وسوق الغرب وشهداء جبهة المتن الشمالي، وغيرها من الجبهات، هُم من الجيش اللبناني، وحين تلا الجنرال عون “بيان الاستسلام” والطلب من العسكريين تلقي الاوامر من العماد اميل لحود، لم يكن هناك بيان آخر موجَّه إلى التيار لأن القتال كان على عاتق الوحدات القتالية للجيش اللبناني التي تأتمر باوامر العماد عون.

 

ماذا بقي من الحالة العونية؟ وأين اصبح التيار؟

 

الحالة العونية التي “سقطت عسكرياً” في 13 تشرين الاول 1990، كان من تداعياتها اضطهاد ضباط الجيش اللبناني الذين قاتلوا مع العماد عون: منهم مَن اعتُقلوا ونُقِلوا إلى السجون السورية، ومنهم مَن أُبعدوا عن تسلم المناصب والمواقع البارزة في الجيش، عقاباً لهم، (والأحياء منهم اليوم اختلفوا مع العماد عون وابتعدوا عنه كالعميد فؤاد الأشقر والعميد انطوان عبد النور وغيرهما كثر).

 

نفيُ العماد عون واضطهاد مَن كان معه، ولَّد التيار الذي قاده في الداخل مناضلون شرفاء امثال “ابو نعيم” ونديم لطيف ورمزي كنج، ولا يتسع المجال لذِكر الجميع.

 

بين نفي عون ونضال الداخل، تعاظمت حالة التيار وبقيت ملتصقة بالعماد عون، بحيث كان التماهي كاملاً بين “العونية” والتيار.

 

عودة العماد ميشال عون من المنفى، شكَّلت “التسونامي” الجارف، فاوضوه على تسعة نواب فرفض ليحصد 23 نائباً، لم يكن بينهم رئيس التيار لاحقاً، جبران باسيل. ومع ذلك بقي باسيل “التياريّ المدلَّل” لدى الجنرال، فجيَّر له “تسونامي”، ومن هنا بدأ التمايز تحت عنوان: هل يكون التغيير بالتوريث؟

 

كثيرون شعروا بالمذلَّة، من آلان عون إلى نعيم عون إلى رمزي كنج إلى انطوان نصرالله، لكن لا صوت يعلو فوق صوت الجنرال ولا قرار هو البديل من قراره، فوصل جبران باسيل إلى رئاسة التيار بالتعيين. تعطَّل تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري بعد انتخابات 2018 سبعة اشهر ليكون جبران باسيل وزيراً فيها، ولم تتشكَّل إلا بعد تسمية جبران باسيل وزيراً فيها.

 

يأسف عونيون أشد الأسف إلى ما آل إليه وضع التيار، ويقولون بحسرة: “تسونامي عون” كان يقول لأي مرشح “كُن فيكون” ويصبح نائباً.

 

باسيل يقاتل اليوم ليحافظ على مقعده، وهذا هو الفرق بين “التسونامي” و”الفقاعة”.