Site icon IMLebanon

فخامة الرئيس… أي حوار… ومع «مين»؟؟  

 

 

أصْدَقُ كلام هو ما قاله الوزير السابق سليمان فرنجية بعد لقائه فخامة الرئيس ميشال عون، ومن القصر الجمهوري، ومفاده أن لا حاجة للحوار بين الفريق الواحد، خاصة اننا متفقون مع بعضنا على الأمور كافة، والحوار يكون بين فريقين لا بين فريق واحد..

 

هذا الكلام الصريح من أمام القصر الجمهوري، كان أبلغ ما يمكن أن يُقال، رداً على دعوة فخامة الرئيس لطاولة الحوار، ولنا بعض الملاحظات ها هي:

 

أولاً: كنا ننتظر هذه الدعوة منذ أكثر من خمس سنوات، أي منذ تسلّم فخامة الرئيس مقاليد الحكم.

 

ثانياً: سبحان الله… فإنّ فخامة الرئيس حذّر من الفرس قبل أن يتسلّم الرئاسة، وهناك فيديو له يقول: «إنني أحذركم من الفرس فهم آتون، وولاية الفقيه هي أخطر مشروع يهدّد الوطن… أناشدكم بأن تتنبّهوا، لأنّ حياتكم ومصيركم في خطر شديد».

 

هذا هو الكلام الذي قاله فخامته، قبل تسلم الحكم. ويبدو أنه نسيَ أو تناسى ان هناك مصالح جديدة، استجدّت له، لذلك فإنه غضّ النظر عما قاله سابقاً فدعا الى طاولة الحوار هذه.

 

ثالثاً: موضوع الاستراتيجية الدفاعية هو المشكلة الكبرى والعائق أمام قيام الدولة اللبنانية. لقد كان الشعب اللبناني بأكمله يعتقد انه بمجرّد وصول فخامة الرئيس الى الرئاسة، فسوف يُعاد النظر بالاستراتيجية الدفاعية مع أنّ هناك عدّة حلول لها.

 

رابعاً: منذ الانسحاب الاسرائيلي في شهر أيار عام 2000 وحتى يومنا هذا، لم تطلق المقاومة رصاصة واحدة ضد اسرائيل، أي بعد مرور 22 سنة ليس هناك استعمال لسلاح المقاومة ضد اسرائيل.

 

خامساً: وكي نكون دقيقين، فإنّ هذا السلاح استعمل يوم قامت عناصر من المقاومة بخطف جنديين إسرائيليين، وبدأت حرب تموز 2006 على اثرها والتي استمرت 32 يوماً… نتيجة تلك الحرب التي ادعت المقاومة انها حرب لتحرير الأسرى، كلفت 5000 شهيد وجريح من الشعب اللبناني ومن الجيش ومن المقاومة، وكلفت أيضاً خسائر في البنية التحتية تركت ديوناً على الشعب اللبناني بقيمة 15 مليار دولار أميركي.

 

سادساً: بعد النصر الإلهي، والقرار 1701 نشأت في الجنوب منطقة فصل، بين إسرائيل وبين المقاومة، أي أصبحت المقاومة شمالي نهر الليطاني. وجاءت الامم المتحدة لتشكّل حاجزاً بين إسرائيل والمقاومة.

 

سابعاً: بعد حرب تموز وبعدما كانت المقاومة على الحدود مع إسرائيل صارت بعيدة، وهناك فاصل بينها وبين إسرائيل، وكل ما فعلته المقاومة هو انها احتلت بيروت بتاريخ 7 أيار عام 2008 تحت شعار عدم نقل قائد جهاز أمن المطار العميد وفيق شقير الى ملاك الجيش… بدأت القضية بحجة تركيب كاميرا للمراقبة في المطار وبحجة شبكة الاتصالات التابعة للمقاومة.

 

نهاية الأمر، إن الذين سيحضرون طاولة الحوار ليس عندهم مشكلة مع بعضهم البعض.. المشكلة هي مع الفريق الآخر وخاصة، ان رئيس الحكومة السابق الرئيس سعد الحريري قال إنه لن يحضر الاجتماع، وإنه على استعداد لحضور هكذا اجتماع بعد الانتخابات النيابية، وبكلام أوضح قبل أو اثناء ترك فخامته القصر الجمهوري.