جاء إعلان رئيس الجمهوريّة “أنا قرفان” أسوأ من تصريحه الشّهير يوم قال للصحافة أنّنا “رايحين عجهنّم”، ويحدّث عن “صواب حدسه” ويزيد بأنّ “تأخُّر اتفاق الكتل على الرئيس المكلف يبعث على القلق حيال ما يمكن أن ينبثق من الاستشارات الملزمة” مع أنّ تأخير موعد الاستشارات كان بغرض منح الصّهر المدلّل فرصة ابتزاز نجيب ميقاتي بفرض شروط عليه مقابل تسميته، وابتزاز حزب الله أيضاً بإعلان فؤاد مخزومي أنّ جبران باسيل سمّاه لرئاسة الحكومة، ثم ينفي الرئيس ضعفه ربّما تمسّكاً بمقولة الصّهر الشّهيرة “الرئيس القوي” فجاء هذا العهد ليكون الأسوأ والأضعف والأكثر غرقاً في الفساد بين العهود كلّها، ومع هذا لا يزال الرئيس يحدّثنا عن التّدقيق الجنائي وأنّه “طرح التّدقيق الجنائي والإصرار عليه، وعمره حتى الآن منذ أقره مجلس الوزراء في 26 آذار 2020 ما يوازي سنتين وشهرين و25 يوماً” لكنّه رفض أن يبدأ التّدقيق الجنائي من وزارة الطّاقة وملفّ الكهرباء لأنّها تمس صهره المدلّل و”خلفائه” في الوزارة فريق السكريتاريا الذي تمّ تعيينه لتبقى الوزارة في قبضة جبران باسيل، الشّعب ودول العالم كلّها طلبت التّدقيق بملف الكهرباء الّذي كلّف الدولة مليارات المليارات ولكن الرئيس لا يريد أن يعرف شعبه أين ذهبت أموال الوزارة وصفقات البواخر والفيول وكلّ مزاريب الفساد والنّهب في هذه الوزارة لأنّها وزارة فريقه وصهره منذ اثنا عشر عاماً، ويريد جبران أن تبقى معه هذه الوزارة في الحكومة الجديدة، فمن الأولى بالقرف، الشّعب هو الطّرف القرفان من كلّ هذه “الأرطة” التي تختبئ خلف الشعبويّة والحركات والبهورات وممارسة سياسة تاريخيّة عرف بها العهد منذ كان على رأس نصف حكومة فهو الأبرع في ممارسة “الهروب إلى الأمام”!
من الأحقّ بالقرف أليس الشّعب اللبناني؟ هل يقرأ العهد وفريقه العناوين التي تخرج على ألسنة جنرالات إيران ليعرفوا في أيّ “داهية وهاوية” ألقوا بها الشعب اللبناني؟ هل سمع علي القرة داغي أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين (فرع إيران) وهو ينقل عن قائد فيلق القدس التّابع للحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني أنّ “المقاومة ستبقى حاضرة في لبنان والعراق واليمن حتى ظهور الإمام المهدي وإقامة حكومته العالميّة”؟!! هل سمعوا أساساً هذا الكلام الرّديء الذي سبق وسمعناه في 11 آب عام 2018 يوم كان قآني نائباً لقاسم سليماني وصرّح للصّحف “أنّ التدخّلات الإيرانيّة في كربلاء والنّجف، إضافةً إلى سوريا ولبنان ليست سوى تدخّلات براغماتيّة، هدفها هو إقامة حكومة إمام الزّمان التي ستحكم العالم أجمع”، هل بلغ فخامة الرّئيس القرفان قول المتحدث باسم هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية أبو الفضل شكارجي أنّ إيران “في أقل من ثانية تراقب العالم كلّه وتحرّكات الأعداء”. كأنّنا لا تكفينا جهنّم التي ساقنا إليها العهد حتى جاءنا مجانين إيران الذين ربط العماد ميشال عون عبر اتفاق مار مخايل وتحالفه مع حزب الله الإيراني لبنان بإيران فرهن مصير لبنان لمجانين النّظام الإيراني وترّهاته المهدويّة، ما ذنب الشّعب اللبناني أن يدفع ثمن هرطقات فيلق القدس الإيراني الذي يحضّر في لبنان وبواسطة حزب الله لظهور “إمامهم المنتظر” بـ”تدخّلات براغماتيّة”؟! من له عين أن يحدّث الشّعب ويقول له “أنا قرفان” وهو الذي أوصل لبنان وشعبه القرفان منهم جميعاً إلى ما وصل إليه؟!
الشّعب اللبناني هو القرفان من الذين رموا بلبنان ليكون عالقاً وسط مجانين يُخيّل إليهم كـ”شكارجي” أنّهم “نراقب العالم في أقلّ من ثانية”، ومتخلّفين بلهاء تقودهم ظنونهم كمحمّد خامنئي شقيق مرشد الجمهوريّة للإعلان أنّ “أميركا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا هي التي وصلت إلى طريق مغلق. وأن فرنسا مشرفة على الزّوال” وأنّ “النّاس لم تذق حتى الآن طعم النّظام الإسلامي والعلوي الحلو الذي وعدنا به”!
كفاكم أحاديث تخدعون بها الشّعب الذي قرف منكم ومن الساعة التي وصلتم فيها إلى سُدّة حكم أوصلنا إلى جهنّم وهاوية “الحكومة العالميّة لمهدي إيران المنتظر”، للمناسبة، ما الفرق بين الحكومة العالميّة التي تسعى إليها الماسونيّة الصهيونيّة لتحكم العالم والحكومة العالمية لمهدي إيران المنتظر، هل باستطاعة أحد ما أن يقول لنا ما الفرق بينهما؟!