IMLebanon

مش مصدّق

 

 

لأول مرة في ستة أعوام إلّا ربعاً تتطابق رغبة رئيس الجمهورية مع رغبات مواطنيه. فالسيد الرئيس، كما نقل عنه صهره الأول في ترتيب العرش “ناطر يطلع من قصر بعبدا ومش مصدق أيّ ساعة بتجي”. ومعظم اللبنانيين “مش مصدقين”. مبدئياً راح الكتير والباقي 93 يوماً. يمكن للرئيس أن يختصر الإنتظار ويغادر القصر قبل منتصف ليل 31 تشرين الأول بساعات، أو حتى بأيام، ويمكن للسيد الرئيس أن يطلع على الصيفية أواخر هذا الأسبوع، ويرتاح نهائياً من وعثاء الحكم. البركة بالموجودين من وزراء ومدراء عامين وأجهزة و”حوزب” ونوّاب ورؤساء بلديات.

 

كل ساعة في القصر مصروف زيادة: تنقلات وحماية ومستشارون ومكاتب إعلامية وإضاءة ومكيّفات وتشغيل النوفيرة ومازوت للمياه الساخنة وقهوة وشاي وسندويشات وكرواسان وتنضيف وصيانة. من المبالغة القول إن الرئيس عون “موقّف البلد على إجريه”. لبنان واقف بعون الله. ولبنان ماشي “على ما يقدّر الله”.

 

الياس سركيس ما كان “مصدّق” متى تنتهي ولايته، ليحكم بشير الجميل. لا بل إن الرئيس سركيس تمنى على الجميّل أن يعقد اجتماعاته في القصر كرئيس شرعي قبل تسلّمه سلطاته الدستورية، والتخفيف من تنقلاته.

 

الشيخ أمين ما كان “مصدّق” أن ولايته ستة أعوام فقط وانها انتهت في الثالث والعشرين من أيلول 1988.

 

العماد ميشال عون ما “صدّق” حط إجريه بالقصر، و”ما صدّق” أنه فالل و”ما صدّق” أنه رجع رئيساً في مطلع العقد التاسع من عمره.

 

الياس الهراوي ما صدّق أن سيادة الرئيس حافظ الأسد إصطفاه، بعد اغتيال الرئيس معوّض، من بين “النّخب” المارونية، متخلياً عن خيار جان عبيد وميشال إده وجورج سعادة ومخايل الضاهر وروبير غانم أو بطرس حرب. وبعد ستة أعوام “ما صدّق” الهراوي أن الأسد مدد له ثلاثة أعوام.

 

ولم يصدّق الرئيس الياس الهراوي أن العماد البحار إميل لحود هو من اختاره الأسد ونجله لخلافته. ولم يصدق لحود أن أكثر من مليون لبناني راشد قالوا له في العام 2005 “فلّ” وبقي غصباً عنهم.

 

ولم يصدق المحيطون بالرئيس العماد ميشال سليمان أن التمديد كان متاحاً أمامه ورفضه.

 

ولم يصدّق العماد ميشال عون أن معظم اللبنانيين “مش مصدقين” متى يعود الجنرال إلى الرابية. الفنانة جوليا بو صعب غنّت “وقّف يا زمان” وفي هذا الزمن نسمع بفرحة قصوى “عجّل يا زمان” من تأليف الشاعر نبيه بري وألحان نجيب ميقاتي.

 

“سنعود إلى طبيعتنا بعيداً عن قيود القصر”، قال جبران باسيل. إذاً أبشروا أيها اللبنانيون بعودة التوتر العالي إلى ما كان عليه قبل قبل قبل العام 2016.