IMLebanon

فات بشهره

 

يوم السبت بدا اللبنانيون عموماً، والفايسبوكيون خصوصاً، على قلبٍ واحد، مبتهجين ببداية الشهر الفاضل من الشهور الإثنين والسبعين، مجمعين على تمنّ صادق ألا وهو “خلاصه بالسلامة”. يوم السبت فات بشهره من فوّت الشباب بسن اليأس. “تقلت حاله”. ظهر الأمر جلياً لدى تسلّمه المقترح الأميركي الذي صاغه آموس هوكشتاين بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلّة. السفيرة الأميركية دوروثي شيّا لاحظت أن “همّة” الرئيس تقلت وهي تسلّمه الرسالة. الصورة خير برهان وتعليقات المحبّين كذلك. لا ينشغلن بال منتظرٍ فإن يوم الإثنين الموافق فيه 31 تشرين الأول 2022، مهما تأخر، جايي.

 

في هذا التاريخ المجيد سيسلّم الجنرال لبنان، كما وعد في أيار 2020، أفضل ممّا تسلّمه. أفضل بكثير. أفضل بما لا يتصوّره عقل سويّ.

 

فات السيد الرئيس بشهره. حتى العونيون سعداء. سعادتهم تصاعدية. بدأت في 18 شباط من العام 1935 وستبلغ ذروتها بعد 28 يوماً مع انتصار جديد يضاف إلى سجلّ الجنرال الخالي تماماً من الهزائم. التاريخ يشهد. قمة الإنتصارات العسكرية سُجّلت في 13 تشرين الأول 1990 حيث دكّ الجنرال قصر المهاجرين وقضى على تمرّد حافظ الأسد وكسّر رأسه فعلاً لا قولاً. وقمة الإنتصارات السياسية يوم تلعثم الرئيس بتلاوة القسم.

 

وآخر ما سجله مرصد الحروب. إنتصر الرئيس على العدو وأذلّه وأجبره على الترسيم. جميع اللبنانيين إصطفّوا خلف الرئيس باستثناء الدكتور عصام خليفة الذي اعتبر “التخلي عن نقطة حدود رأس الناقورة خيانة عظمى ومخالفة للدستور” واصفاً “ما قام به الرؤساء الثلاثة بالخيانة العظمى وتستأهل المحاكمة”. سينتصر الرئيس على هرطقات الدكتور.

 

إنتصر الرئيس على كلّ من حاول ليّ ذراعه في الأعوام الستة لإجباره على التوقيع. نسي أبناء الأبالسة أن السيد الرئيس هو صاحب شعار: يستطيع العالم أن يهزمني ولا يستطيع أن يأخذ توقيعي.

 

إنتصر الرئيس في معركة الفساد. حسمُ المعركة نهائياً يحتاج إلى ستين عاماً. فعلامَ الإستعجال؟

 

إنتصر في حلّ الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية، وفي الحرب على الإرهاب.

 

إنتصر الرئيس في إدخال لبنان نادي الدول المستخرجة للنفط. فبعدما كان اللبناني غارقاً في الدين، بات الفقير نائماً على بئر بترول. ستبوس أوروبا أيدينا “وجّ وقفا” كي نقبل بتزويدها بالوقود في المدى القريب.

 

إنتصر الرئيس في فضح معرقلي العهد القوي وخططه للألفية الجديدة.

 

إنتصر الرئيس في تثبيت حصة الرئيس كقاعدة دستورية.

 

ختاماً فات المكتب الإعلامي أن يذكّر اللبنانيين شو محضرين لسهرة 31 تشرين.

 

فات الرئيس بشهره. لكنّ الحق يُقال إن الحَبَلَ جَمَاعيٌّ. كذلك الهبل.