IMLebanon

مش كل جنرال… جنرال

 

غادر السير ونستون تشرشل مقر رئاسة الحكومة البريطانية في 5 نيسان 1955 من دون أن يواكبه أنصاره في حزب المحافظين من 10 داونينغ ستريت في لندن إلى منزله الريفي في تشارتويل. إن لم يفعل تشرشل شيئاً في حياته المديدة يكفيه أنه قضى على هتلر.

وفي الساعات الأولى من يوم 28 نيسان 1969، مرر شارل ديغول رسالة لرئيس المجلس الدستوري الفرنسي جاء فيها: “سأتوقف عن ممارسة مهامي كرئيس للجمهورية. هذا القرار يدخل حيّز التنفيذ اليوم مع منتصف النهار”. وفي ذاك اليوم عاد إلى منزله الأول في مدينة ليل وله في قلوب الفرنسيين منازل منصرفاً إلى كتابة مذكراته. غادر الإليزيه إلى منزله من دون “طنّة ورنة” إن لم ينجز الجنرال ديغول شيئاً فقد أسس الجمهورية الخامسة على الأقل.

الجنرال دوايت أيزنهاور “إضرب واطرح” غادر البيت الأبيض إلى منزله في 28 آذار من العام 1961 بعد ولايتين تاريخيتين، وكرس وقته للكتابة وممارسة هواياته، وإن لم يفعل شيئاً في الحرب والسلم فهناك مبدأ باسمه.

الجنرال فؤاد شهاب غادر قصراً لم ينم فيه ليلة في ستة أعوام إلى منزله رافضاً التجديد. المشوار بين الذوق وصربا قصير. في 22 أيلول 1964 غادر السلطة بلا مفرقعات. وإن لم يُنسب إلى عهده إنجاز في هذه الدولة، فله الفضل في بناء مؤسسات دولة.

ليس السيد الجنرال، بأفعاله ومنجزاته، أهم من تشرشل وأعظم من ديغول وألمع من أيزنهاور، وأكبر قدراً من الجنرال المؤسّس. ولن يرد اسمه في كتب التاريخ كصانع بطولات وأمجاد وتحولات إيجابية. لكن من الصعوبة بمكان إقناع المشرفين على تنظيم الخروج الإحتفالي من بعبدا إلى الرابية، أن الجنرال عون ليس أهم من الأربعة المذكورين أعلاه، وأن شهادة مواطنيه بعهده تترجم بعلامة صفر كحد أقصىى، ونقصد بالمواطنين من لا يتبعون هدى الجنرال، ويستضيئون بنوره. أما شعبه العظيم فيريد تتويج عصره الفريد باحتفالية لم نشهدها منذ أيام فخر الدين.

إسألوا سليم عون عما أنجز العهد. فيأتي الجواب تغريدةً عصماء من غسان عطالله مغطسة بمياه العزة والإفتخار بالأمجاد. عطالله نائب عوني. وما خلُص إليه منقول حرفياً من دون تعديل برحمة الملكة اليزابيت الثانية وعبد العزيز بوتفليقة.

” نحنا بدنا نعيد التوازن وأعدناه

نحنا بدنا قانون انتخاب عادل وعملناه

نحنا قررنا نحارب الإرهاب ودحرناه

نحنا بدنا لبنان يستفيد من ثرواته الطبيعية ويكون دولة نفطية وحققناه

نحنا حاربنا الفساد وصار في تدقيق جنائي (نسي ودققناه)

نحن من 88 وثقنا فيك واليوم منقلك شكراً فخامة الرئيس. “نحنا سبق وشكرناه. في الواقع كان عندنا قبل الجنرال بلد بالحد الأدنى… وضيّعناه”.