IMLebanon

“الجنرال” “بق البحصة” والتتمّة الأحد

 

 

بلون ربطة عنقه الوردية صور الموفد الاميركي اموس هوكستين  إنجازه التاريخي، مدفقا انهر اللبن والعسل على اللبنانيين، الذين ان بقى منهم مخبر من هلق لوقتها بيبقى يحكي.

 

وبنشوة الإنجاز نفسها اطل رئيس الجمهورية على اللبنانيين، في استراحة توزيع الأوسمة على الكثيرين من المستحقين مستعجلا بق الكثير من البحص حتى قبل الوصول إلى الرابية، او مخاطبة جمهوره ظهر الأحد، موجها قذائفه في كل الاتجاهات، مصيبا الحزب بأكثر من “طرطوشة” من العيار الثقيل، دافنا بدون اسف مساعي تشكيل حكومة جديدة.

 

واعتبرت المصادر ان كلام الرئيس عون وان جاء مسايرا الى ابعد الحدود لحارة حريك وسيدها ، الا انه اخفى في مكان ما ،عاكسا عند حديثه عن “الميقاتية” و “البرية” و “الفرنجية”، سلبية نتائج اللقاء الذي جمع امين عام حزب الله برئيس التيار الوطني الحر، على الصعيدين الرئاسي والحكومي، وما رد مكتب الرئيس المكلف بصيغته “العنيفة” الا دليل على عدم رضوخ الاخير “لابتزاز “بعبدا التي هددت بانها على وشك توقيع مرسوم قبول الاستقالة، رغم ان باب المفاجآت يبقى مفتوحا على كل الاحتمالات.

 

في كل الأحوال ووفقا لمصادر مواكبة، فان ما يحصل حكوميا متفق عليه ومدبر وهو يحفظ ماء الجميع وفقا لسيناريو واضح، عنوانه الاجتهاد الدستوري الواسع، توقيع جنرال بعبدا مرسوم استقالة الحكومة، مقابل عدم اجتماع الحكومة الميقاتية، والاكتفاء بلقاءات وزارية دورية لتسيير العمل والوزارات، فيموت ديب طرح الصهر مسألة دستورية الصلاحيات من عدمها، ولا يفنى وجود ميقاتي في السراي، ليصب الأمان في مصلحة ابو مصطفى، رغم تأكيد العماد عن خطأ عكس ذلك.

 

فمرسوم الاستقالة لن يؤدي، في طبيعة الحال الى حرمان حكومة تصريف الأعمال من ممارسة دورها بتصريف الأعمال سنداً للمادة 64 من الدستور. علما ان هذا المرسوم، في حال صدوره، يتناقض مع الأصول الدستورية المتّبعة منذ عشرات السنين في لبنان، في “ثلاثية المراسيم.”، اي مرسوم استقالة الحكومة، يتبعه مرسومان الأول يتعلّق بتسمية الرئيس المكلّف رئيساً أصيلاً لمجلس الوزراء، ومرسوم إضافي يسمّى فيه الوزراء والحكومة ضمن مرسوم موقّع بالاتفاق بين رئيسي الجمهورية ومجلس الوزراء.

 

وتتابع المصادر ان الأوهام التي بيعت للبنانيين خلال الأيام الماضية ستنكشف حقيقتها، فلا الكهرباء ستاتي، ولا الدولار سينخفض، ولا شيء سيتغير مع رحيل “بي الكل”، بل على العكس فان الأمور ذاهبة إلى سخونة مرتفعة أمنيا، تحرق بنارها مسترئسين، وتجعل “القعدة عا لطاولة” أسهل وامرن لينتج الاتفاق المعلب بالاسم المذكى من الخارج ويبصم اهل الداخل.

 

واشارت المصادر إلى أن من يلتقي قياديي الثامن من آذار يشعر بالراحة الواضحة لديهم واطمئنانهم إلى أن شيئا لن يحصل والقوى الأمنية والعسكرية قادرة على ضبط الأمور حتى في ظل غياب الغطاء السياسي الحكومي، مؤكدين ان المرحلة المقبلة ستكون افضل مع تحقيق مشروع الممانعة الكثير من الانجازات في المنطقة في مقدمتها العراق، المرتبط مسارا ومصيرها بلبنان منذ عشرات السنوات، داعية إلى الاتعاظ، فمهر إيصال الرئيس الغالي اليوم سيكون بكرا ببلاش.

 

الى أين يتجه لبنان بعد الحدث “التاريخي” في نهاية العهد “العوني”، وسط نشوة محلية عارمة وتهليل اميركي ومباركة دولية واستغلال اسرائيلي؟ لعل الطابع الاستثنائي لهذه “الهدية” وما تخلل تحضيرها من صيغ وطروحات وما استلزم من وقت، ومن جهد وتقاطع مصالح تداخل فيها المحلي بالاقليمي والدولي، كل ذلك معطوفا على حجب مناقشته، يجعل من الصعب تصور سيناريو للنتائج المحتملة سلبا وايجاباً، والبقاء على رصيف الانتظار ترقبا لمفاعيله المتعاقبة تبعاً لما سيتخلل هذا المسار من تطورات ومفاجآت.