IMLebanon

عون والعونيون

 

بين عون والعونيين علاقة ولع وعشق (صوفي). العونيّون يحبون الجنرال ويؤلّهونه وهو أيضاً يحبهم ويؤلّه نفسه.

 

في يوم عظيم من أيام عهده العظيم خاطب عون العونيين بكلمة وجدانية فجّرت الدموع في المآقي «بحبكم كلكم…يعني كلكم». بحبكن كلكن، تعني الشعب العوني المختار. صدق أحد مفكري العهد الطوال أن بعد رئاسته «رح نبكي دم» وصدق قول مناصر طافح وجهه بالذكاء لقناة الـ «او تي في» الغرّاء «ضيعان هالرئيس بهيك شعب»؛ يقصد المواطنُ البرتقالي الشعب الذي لم يمدّه الله بالمواصفات العونية، وقالت سيدة ناضجة في وداع سيد القصر» هلأ بلّش الشغل» ولله في خلقه شؤون.

 

بين عون والعونيين إحساس مشترك بالإنتصار الدائم. لم يخسر عون والعونيون معركة عسكرية واحدة ولا معركة سيادية ولا معركة اقتصادية ولا معركة تنموية ولا معركة سياسية ولا معركة بيئية ولا معركة وجودية. من فراغ إلى فراغ وبينهما ست سنوات عِجاف فارغة من معنى الحياة الكريمة لم تنل مجتمعة من هذا الشعور بالتفوّق والكمال. وآخر انتصار في حرب الترسيم ووضع لبنان على الخارطة النفطية. والمفارقة أن إسرائيل بدأت قبل ترسيم هوكشتاين بتثمير انتصار لبنان عليها، بضخ كميات الغاز ويرتقب أن تبلغ 6 مليارات متر مكعّب في خلال سنة. العونيون عبروا عن شكرهم للمنتصر بالله أنه أدخل لبنان إلى نادي الدول النفطية بالتوازي مع دخول لبنان العظيم في قائمة الدول الأكثر تعاسة وفقراً وفساداً: «شكراً وحدك الكتار وأكتر…وأكتر من أكتر بأكتر.» وأكتر من هيك لم ينجب العقل العوني، ولا سعيد عقل أنجب.

 

العونيون أشعر الشعراء، أنظف المدراء، أنزه القضاة، ألمع الفلكيين، أذكى المستشارين، أشفّ المسؤولين، وأنور الصحافيين. هم كل أفعال التفضيل. لذا لم تجد دوائر القصر صعوبة في اختيار مستحقين وسام الإستحقاق العوني أو «وسام الأرز العوني». ماغي فرح فريدة عصر المرئي والمسموع والمكتوب. القاضية سمراندا نصار فريدة. غادة عون فريدة. كبير المستشارين فريد. إم شريف فريدة. فريد البستاني فريد ويستأهل وساماً. بين العونيين مرر عون مجموعة أسماء مقدّرة من كل اللبنانيين فراحوا جميعهم «بنفس الزوم».

 

عون للعونيين، كما قال الرئيس باسيل، «حلم لا يشيخ». يحب العونيون من يحب عون ويكرهون من يكرهه. ويصدّقونه بكل شيء. بكل تحوّل. يعتقد العونيون اعتقاداً راسخاً أن رشيد نخلة سرق، وهو يكتب النشيد الوطني فكرة ارتباط شجر الأرز بالخلود من الجنرال الذي قال في إحدى مقابلاته: «شجرة الأرز هي رمز للخلود». ويشعر العونيون، كما يشعر عون نفسه «أن السنوات الست مرّت بسرعة لأنها كانت مليئة بالعمل على إيجاد الحلول». أتخمتنا الحلول. «انحلّينا» بأكثريتنا الساحقة مون جنرال. شكراً لك، وأكتر من الكتير بأكتر وموفّق في مجال الـ «بوتانيك» ورواية قصص البطولات للأجيال العونية الجديدة.

 

عون والعونيّون فولكلور مُستدام.