IMLebanon

الجنرال يواجه “الزمرة الحاكمة”

 

 

يزخر القاموس الشيوعي اللبناني بالنعوت الخشبية تُحشر في كل التصريحات والمقابلات والبيانات والخطابات وحتى في نشرات صوت الشعب. فالسلطة في لبنان، منذ أيام المغفور له شارل دباس، إلى يومنا هذا تصح فيها الصفات الآتية:

 

سلطة رأس المال.

السلطة الأوليغارشية.

السلطة المعادية لحقوق العمال والفلاحين.

السلطة الطائفية.

الطغمة الحاكمة.

سلطة إفقار الشعب.

تحالف الميليشيات ورأس المال.

 

وإلى سلطة حيتان المال يمكن إضافة أخطبوط الفساد وأسماك القرش وسلاطعين الأمبريالية لنكون أمام طبق باييلا شيوعي مائة بالمائة.

 

في الكلمة الوجدانية الأخيرة للرئيس السابق ( وربما الأخير) للجمهورية العماد ميشال عون، بدا وكأن صاحب الفخامة يغرف من قاموس الحزب الشيوعي الثري، ولولا خفوت الصوت في ميرنا الشالوحي، لظننتُ حنا غريب بذاته، يهاجم «الطبقة الحاكمة» ويحقّرها واصفاً إياها بالزمرة الحاكمة، التي أفقرت الشعب ونهبت المال العام منذ العام 1990 ولا تزال.

 

كنّا بالمنظومة وتعودنا عليها مفردة تدغدغ المشاعر. فطلع الجنرال بـ «الزمرة» الأقرب إلى عصابة.

 

لم يعطَ مؤسس التيار العوني لا الفرصة ولا العدة ولا السلطة ولا الأدوات ولا المواقع كي يتمكّن من تغيير المنظومة السياسية والمالية الفاسدة. لم تعط له وزارة لتغيير نهج أو لإجراء إصلاح في تسع حكومات على مدى عهدين. لم يُسمح له بالدخول إلى البرلمان بكتلة وازنة منذ العام 2005، لم تكن له كلمة لا في تمديد ولا في تعيين ولا في مناقصة ولا في سلاح فالت. لم يتحالف مع أي رمز من رموز الوصاية. لم يمد يده إلى فاسد. لم يحكم في حياته. بل هي المنظومة كانت تدير الدولة «من يوم اللي تكون يا وطني الموج…».

 

من هي تلك الزمرة الحاكمة؟

 

ممن تتألف بالتحديد؟

 

كل خارج عن «المنظومة العونية» الطاهرة، النقية، ولّادة الخطط والحلول، هو عضو في الزمرة، وجورج بوشكيان واحد منن.

 

كل من يضع يده بيد محمد نجيب عزمي ميقاتي فرد من الزمرة.

 

كل معارض للقانون الأرثوذكسي، المنتمي بجوهره إلى ثقافة القرن التاسع عشر، ركن في الزمرة.

 

كل من يرشق غادة عون بزهرة ياسمين أو عرق بقلة نكرة من الزمرة.

 

كل من يبخس هكتور الجبار حقّه كمرجع في الفقه الدستوري منضوٍ تحت جناح الزمرة.

 

كل من أرسل مليون دولار إلى الخارج بعد العام 1989 متواطئ مع الزمرة.

 

وحال الجنرال اليوم كرأس حربة في مواجهة الزمرة الحاكمة تضعه على نفس السوية مع خالد حدادة ونجاح واكيم وأسامة سعد.