IMLebanon

إستراحة مع ملفّاتنا الداخليّة

 

الرئيس ميشال عون خلال ولايته الرئاسيّة التي ظلّلها وريثه رئيس «التيّار الوطنيّ الحرّ» النائب جبران باسيل الحاضر الدائم في القصر الجمهوري وفي حكومات العهد حينها، أو فَلْنَقُل بالأحرى أنّ النائب باسيل بالتكافل والتضامن مع الرئيس عون:

 

– جدّد ولاية مِن ست سنوات لحاكم مصرف لبنان «الماروني» رياض سلامة قبل أنْ يشَنَّ الحرب عليه.

 

– عيّن رئيس مجلس القضاء الأعلى «الماروني» الرئيس سهيل عبّود في حين أوقف له كلّ التعيينات القضائيّة طيلة سنوات حكمه.

 

– عيّن رئيس دائرة المناقصات «الماروني» جان العليّة في حين رفض الانصياع لقراراته بملفّات الفساد في وزارة الطاقة والنفط والكازينو وغيرها.

 

– عيّن «المارونيّ» العماد جوزاف عون قائداً للجيش، وها هو يتّهمه بأبشع الارتكابات ويريد ان يحاكمه عندما تنتهي ولايته. وبَلغَ النكد بالنائب باسيل حدّ استجداء خصومه لعدم التمديد له في القيادة حتى لو شَغر موقع القائد.

 

على كلّ عاش العماد الرئيس ميشال عون ثمّ وريثه النائب باسيل منذ العام 1988 حتى اليوم، على تشويه وضرب واغتيال الخصوم معنويّاً واخلاقيّاً من جرّاء اختلاق الاشاعات والأكاذيب ضدّهم على طريقة غوبلز الإلماني «أكذب أكذب فيصدقك الناس». لكنّهما نَسِيا أنّ للكذب حدوداً والحقيقة ستسطع لا محالة.

 

في العودة إلى النصّ لأنّ إنعاش الذاكرة مفيد:

 

– «يا جبران وزير يا عمرو ما يكون هناك حكومة»، هذا القول الشهير هو للنائب العماد ميشال عون من الرابية. وبقينا حينها بلا حكومة لمدة أشهر طويلة، هل تذكرون؟

 

– بعد انتهاء ولاية الرئيس اميل لحود، تَفَرملت الأمور تحت عنوان، أو ميشال عون رئيس للجمهوريّة او لا رئاسة، لكن اتفاق الدوحة فَرَضَ العماد ميشال سليمان لرئاسة الجمهوريّة.

 

– على مدى سنتين ونصف بعد انقضاء عهد الرئيس سليمان عدنا إلى منطق التعطيل، أو ميشال عون رئيساً للجمهوريّة او لا رئيس. تحقق حلمه الماكيافللي وأصبح ميشال عون رئيساً للجمهوريّة في العام 2016.

 

– ومنذ 31 تشرين الأول عام 2022 تاريخ انتهاء العهد المشؤوم، عطّل رئيس «التيّار الحرّ» النائب باسيل مع مُرشديه، وعلى مدى اثنتي عشرة جلسة، انتخاب رئيسٍ جديد للجمهوريّة.

 

فبعد أن كان طموحه وراثة «عمّه» في بعبدا، أصبح هدف النائب باسيل وضع الفيتوات على هذا المرشّح أو ذاك ولو فرغ الموقع سنوات. واليوم فإنّ همّ النائب باسيل مُنْصَبّ على كيفيّة إزاحة قائد الجيش العماد جوزاف عون عن المشهد الرئاسي، ليتفرّغ بعدها للعمل على إزاحة باقي المرشحين علّ الرئاسة تعود إليه. أضغاث الأحلام.

 

النائب باسيل مُلتَحف بعباءة «حزب الله» ويلعبها صولد معه، هو يغطّي سلاحه وعقيدته ومحوره ويمنحه قرار السلم والحرب، و»الحزب» بالمقابل يمنح باسيل النواب والسلطة والنفوذ والمكاسب، وكلّ ذلك بِاسم حقوق المسيحيّين والإصلاح والتغيير وبناء دولة المؤسّسات. هذه البهلونيّات إلى انحسار حتماً.