Site icon IMLebanon

الرئيس عون صمت دهراً ونطق “هجوماً على حزب الله”

 

 

انتقد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ربط لبنان بالدفاع عن غزة، مشيرا الى انه لا يوجد معاهدة تنص على فعل ذلك، لافتا الى ان الجامعة العربية هي وحدها التي تتخذ هكذا قرار. واعتبر ان “الاشتراك بالحرب استباق لاعتداء اسرائيلي على لبنان، هو مجرد رأي والدخول في المواجهة قد لا يبعد الخطر، بل يزيده”.

 

وبمعزل ان كان الرئيس عون على حق ام لا ، في مسألة قرار حزب الله باتخاذ موقف داعم لغزة ترجمته المقاومة بضرب جيش الاحتلال من جنوب لبنان، استغرب كثيرون موقف رئيس الجمهورية السابق ميشال عون من المقاومة التي هو حليف لها، والذي دعمها في حرب تموز 2006 ،وايضا في احداث 7 ايار، فاذا به اليوم يوجه كلاما سلبيا للحزب لناحية ما يقوم به جنوباً.

 

وبمعنى آخر، الكلام الذي قاله الجنرال ميشال عون في حديث له لقناة “او.تي.في” هو مفاجىء بالنسبة لسياسته، التي اعتمدها منذ عودته من فرنسا الى لبنان ولاسباب اخرى ايضاً. ذلك ان الرئيس عون كان دائماً على تنسيق وتعاون مع حزب الله ، وقد ابرم اتفاق مار مخائيل وانشأ علاقة وطيدة وايجابية جدا مع المقاومة. اضف على ذلك، انه بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان، رفض حزب الله كل الطروحات التي تأتي برئيس للجمهورية غير الجنرال ميشال عون ، وعليه امتد الشغور الرئاسي بعد ميشال سليمان لمدة سنتين، بسبب تصميم الحزب على ايصال الجنرال عون الى قصر بعبدا، وهذا ما حصل.

 

طبعا حزب الله “جمّد الملف الرئاسي” لسنتين بموافقة الرئيس عون وليس غصبا عنه، وكان الحلف بين التيار الوطني الحر وبين المقاومة حلفا رصينا وقويا. وبكل بساطة ووضوح، لم يكن ليصل الجنرال ميشال عون لسدة الرئاسة، لولا الدعم المطلق لحزب الله له قولا وفعلا.

 

واضافة الى تأييد المقاومة للجنرال عون رئاسيا، وقف الحزب الى جانبه في تشكيل الحكومات، وابدى حرصه على تنفيذ شروط عون في اي حكومة، سواء عندما اصبح رئيساً او قبل ان يكون رئيساً.

 

وبعد ان اصبح الجنرال ميشال عون رئيسا للجمهورية ، وعد اللبنانيين بمحاسبة جميع الفاسدين والضرب بيد من حديد لاي فريق يقوم بأعمال مشبوهة، الى جانب تأكيده على تطبيق اصلاحات من شأنها تعزيز مقومات الدولة ومؤسساتها، اضافة الى قوله انه سيسلم البلد افضل مما استلمه.

 

ولكن مع انطلاق العهد القوي ومرور السنوات الثلاث الاولى، اصطدم الناس بواقع مرير وخاب ظنهم من عهد الرئيس عون ، لان الوعود التي قالها للمواطن اللبناني لم تترجم على ارض الواقع، فلا اصلاحات طبقت، ولا اعمال الفساد والهدر توقفت، والبلد اتجه نحو التدهور المالي شيئاً فشيئاً، حتى حصل الانهيار الاقتصادي الكبير.

 

ما قلناه اعلاه لا يعني ان رئيس الجمهورية السابق ميشال عون هو المسؤول عن الانهيار الاقتصادي، وان حصل في ايام توليه الحكم، ولكن تأمل اللبنانيون كثيرا بمجيء رئيس مسيحي للبنان قوي على غرار الرئيس عون، لناحية انه سيقلب الطاولة على كل من يضرب او يضعف الدولة. انما الواقع كان مخالفاً لتوقعات الناس، حيث رأى قسم كبير من الشعب اللبناني ان الرئيس عون لم يرفع الصوت بوجه المنظومة السياسية ولم يحاسبها، ولم يأت بالتغيير على المستوى المطلوب في الدولة اللبنانية المنهكة، من جراء تقاسم الحصص بين المسؤولين اللبنانيين.

 

وحتى آخر ايام انتهاء ولايته، غادر الرئيس عون قصر بعبدا، وهو لا يزال يقول المنظومة السياسية هي التي نهبت البلاد ، دون ان يسمي “اعضاء” هذه المنظومة. وهنا ايضا لم يسم الرئيس عون الاسماء باسمائها، بل فضل تكرار مصطلح “المنظومة السياسية” حتى آخر يوم من انتهاء ولايته، تجنبا لاي خلاف مباشر مع اي قوى سياسية.

 

اما اليوم وبعد صمت طويل، للاسف رفع رئيس الجمهورية السابق ميشال عون الصوت بوجه حزب الله، الذي دعمه منذ 2006 حتى هذا التاريخ.