Site icon IMLebanon

قد أتاك يعتذر

 

أمام رئيس الجمهورية ميشال عون فرصة ذهبية ليعوم عهده الغارق في الإنحلال والمرتهن للمحور الإيراني. أمامه فرصة، قد لا تتكرر، ليخلع عنه عباءة “بي الكل”، التي لا تبني وطناً، ويعود ببساطة رئيساً لجمهورية لها دستورها ومؤسساتها وقوانينها.

 

كل ما عليه فعله هو التخلي عن طلب التريث من الرئيس المكلف مصطفى أديب، حتى لو كان التريث طلباً فرنسياً لمصالح تتجاوز لبنان الى أدوار إقليمية.

 

كذلك، عليه تجاهل مكابرة أتباع المحور وإصرارهم على فرض إملاءاتهم واستقوائهم بطائفتهم وادعائهم اللامبالاة تجاه أي إعتذار محتمل، ما يقطع عليهم طموحهم بإخضاع أديب وتلقينه أبجدية فروض الطاعة.

 

لا سيما أن المطالبة بالتوقيع الثالث ورفض المداورة ليست المسألة، لأن قدرة الأتباع على شل البلاد وإحراقها لا حدود لها. وكذلك مصادرة القرار السيادي اللبناني وتخريب الدستور.

 

لذا، لا وسيلة لكسر هذه المصادرة الا برفض الإملاءات. لأن الحاجة أكثر من قصوى الى كلمة “لا”.

 

مقدسة هي هذه الـ”لا”، وملعونة في الوقت نفسه. وهي المطلوبة لتبدأ المسيرة الجدية في المواجهة لإنقاذ لبنان. والأهم أنها ليست على جدول الأتباع. وكأنهم لا يصدقون أن أحد اللبنانيين يستعصي على الترويض.

 

فليحمل أديب هذه المسؤولية التاريخية، بمواجهة إرتكابات أتباع المحور المتربعين على عرشهم، يلعبون بالبيضة والحجر بكل مكونات هذه الدولة. يبيدونها إبادة تصعب بعدها القيامة، وتفتح طريق الإزدهار للعدو الصهيوني ليسرح ويمرح شرقاً وينعش إقتصاده بخطط مستقبلية طويلة المدى.

 

ولينفضح أتباع المحور المستميتون في نبش التاريخ والجغرافيا بعد رفض أديب، (حتى تاريخه) واستمرارهم في مد يدهم الى كل ما يستطيعون اليه سبيلاً. يفلفشون أوراق الطائف، ويحاولون تزوير ما ورد في طياته، بما يتيح لهم مواصلة تقويض الكيان اللبناني بما ملكت أيديهم بقوة السلاح غير الشرعي والتغلغل في مرافق الإدارات والمؤسسات.

 

ولن يلوم أي كان عون المعروف بقدرته على الانقلاب 180 درجة على مواقفه. لا سيما أن الفرصة تكمن في أن أحداً غيره يتحمل مسؤولية هذا الإنقلاب. فهذا الـ”الأحد” هو من يشكل خطراً مصيرياً عليهم. وهو من يتآمر على الطائفة. وتحديداً بعد أن قدم عون براءة ذمة وشهادة حسن سلوك من خلال بدعة الإستشارات غير المنطقية.

 

والأهم أن أتباع المحور لا يريدون للرئيس أن يعتذر. يريدون له أن يخضع وينصاع ويخدمهم ويسهِّل أمورهم، وينظف العمل الوسخ الذي يرتكبونه صبحاً وعشيةً.

 

لذا، المطلوب أن تترك الساحة لهم ليتولوا بأنفسهم مرة جديدة المسؤولية التنفيذية، ويفشلوا مرة جديدة، وينهار الوضع ومعه الليرة اللبنانية، كما في كل مرة تباهوا بأنهم المسيطرون على السلطة التنفيذية.

 

المطلوب أن يخسروا بالنقاط أمام جمهورهم المنتشي بالغنائم الموعودة والاستقواء على الدولة والدستور وغيره من الشركاء في الوطن.

 

لذا: يا رئيس الجمهورية دع مصطفى أديب يقول “لا”. فقد أتاك يعتذر.. لا تسله ما الخبر، ولا تطلب منه التريث. لا تفوِّت الفرصة لتعَوِّم عهدك وتيارك وصهرك..