قد يكون الرئيس ميشال عون من أكثر رؤساء الجمهورية ممن أُغدِقت عليهم الألقاب، فالرئيس بشارة الخوري هو رئيس الإستقلال، والرئيس كميل شمعون لُقّب بـ “فتى العروبة الأغر” وبـ “النمر” وفؤاد شهاب هو “اللواء الأمير” و”رجل الدولة” و”الرئيس الإصلاحي” وشارل حلو عُرِف بالـ”الرئيس المثقف” وسليمان فرنجيه لقّب بـ “القبضاي” والياس سركيس بـ”الرئيس الصبور” وبشير الجميل بـ “رئيس الـ 10452 كلم2″ و”الرئيس الحلم” والرئيس أمين الجميّل بالـ “عنيد” ورينيه معوض بـ”رجل الإعتدال” والياس الهراوي بيكفي إنو زحلاوي والعماد البحار إميل لحود “الرئيس المقاوم” والرئيس ميشال سليمان أحبَّ لقب ” العماد” ونصل إلى آخر رؤساء الجمهورية اللبنانية، المتعدد الألقاب، أي الرئيس عون الذي يحب لقب “الجنرال” وقد منح تباعاً لقب “الرئيس القوي”، و”بي الكل” و”إم الصبي” وأغدق عليه صهره “الأوّل” بتراتبية العرش في مقابلة مع مارسيل غانم لقب “الجبل” فهل سيكون “الرئيس السد” آخر ألقابه بعد واحدة من تغريداته الطازجة التي أقسم فيها أنه باق “سداً منيعاً بوجه كل من يحاول المس بمضمون الدستور”، “الرئيس السد” لقب جديد من عنديات صاحب الفخامة أو أحد مستشاريه.
فماذا فعل، قبل الرئاسة لإحياء “الأصول الدستورية”؟
وماذا فعل لتسهيل ولادة الحكومات في عهد العماد ميشال سليمان؟
وماذا فعل لمنع تعطيل الإستحقاق الرئاسي لمدة سنتين و5 أشهر بعد مغادرة الرئيس ميشال سليمان قصر بعبدا؟
وماذا فعل بموضوع استكمال حلّ الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية المنصوص عنه في الدستور؟
وماذا فعل حيال “التشبيح الموصوف” و”البلطجة” و “الإستقواء” و “ابتكار” أعراف جديدة في تشكيل الحكومات، تخالف الدستور، كمثل إلزام رئيس الحكومة أن يتشاور مع الكتل النيابية في خلال عملية التشكيل، بعد الإستشارات الرسمية في مجلس النواب الموقت في عين التينة؟
ماذا فعل الماروني الأول تجاه ما تعرض له رأس الكنيسة المارونية من تخوين؟
وماذا فعل الرئيس السد، والرئيس القوي والرئيس الجبل لاستعادة هيبة الدولة؟
ماذا فعل ليسلّم لبنان إلى خلفه أفضل مما استلمه؟
ماذا فعل لصيانة علاقات لبنان العربية؟
ماذا فعل، حاصد الألقاب، لإنجاح المبادرة الفرنسية عدا المساهمة في إحباط عزيمة الدكتور مصطفى أديب، بالتكافل والتضامن مع “الثنائي الوطني”؟
فعل ما هو متاح: التغريد.
غرّد السيد الرئيس وقال “إن المبادرة الفرنسية مستمرة وتلقى مني كل الدعم”. تُشعرك هذه التغريدة أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون “مزنوق” وبي الكل “عم يساعدو” كي يخرج من المأزق، وكان الله يحب الرجال الطيبين.