IMLebanon

لماذا يُدَمّر لبنان كلما تسلم الجنرال ميشال عون الحكم؟!!  

 

 

سبحان الله… كلما وصل أو أُوصِلَ الجنرال ميشال عون الى الحكم يُدَمّر لبنان… فكأنّ هناك رابطاً بين وصول الجنرال وتدمير البلد…

 

لا أقول هذا الكلام إنتقاداً للجنرال أو إنتقاماً أو تشفياً، لا سمح الله… بل أقوله عن قناعة راسخة ثابتة.

 

ففي العام 1988، وعند انتهاء حكم الرئيس أمين الجميّل… وبسبب رفض المرحوم الرئيس حافظ الأسد التمديد أو التجديد له، وبعد زيارة قام بها الجميّل الى دمشق في محاولة لإنقاذ التمديد، عيّـن الرئيس الجميّل قائد الجيش يومذاك الجنرال ميشال عون، رئيساً لحكومة مهمتها فقط إجراء انتخابات رئاسية، لاختيار خلف للرئيس المنتهية ولايته.

 

ألّف الجنرال حكومته من ستة وزراء كانوا على الشكل التالي:

 

– ميشال عون رئيساً لمجلس الوزراء ووزيراً للدفاع والإعلام (ماروني).

 

– العقيد عصام أبو جمرا نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للاتصالات والإسكان والتعاونيات والاقتصاد والتجارة (روم ارثوذكس).

 

– العميد ادغار معلوف وزيراً للمالية والصناعة والنفط (كاثوليك).

 

– العميد محمد نبيل قريطم وزيراً للخارجية والتربية والداخلية (سنّي).

 

– العقيد لطفي جابر وزيراً للموارد المائية والكهربائية والزراعة والعدل (شيعي).

 

– اللواء محمود طي أبو ضرغم وزيراً للأشغال العامة والنقل والسياحة والعمل (درزي).

 

إشارة الى أنّ كل الوزراء المسلمين استقالوا، فاقتصر العدد على ثلاثة من المسيحيين: عون وأبو جمرا ومعلوف.

 

لكن ظلت هناك حكومة أخرى في بيروت الغربية كان يترأسها الرئيس سليم الحص، الذي رفض تسليم الحكم للحكومة العسكرية التي شكلها الجميّل برئاسة عون، وذلك كونها لا تضم وزراء من الطائفة الإسلامية، فصارت في لبنان حكومتان: واحدة في الشرقية برئاسة عون والثانية في الغربية برئاسة سليم الحص.

 

هنا تميّزت هذه الفترة بتناقضات عجيبة غريبة:

 

1- حكومتان في لبنان لا حكومة واحدة.

 

2- جيشان بدل جيش واحد.

 

3- المراسيم الجوّالة التي كان يتنقّل بها درّاج لتسيير أمور الدولة.

 

4- بقيَ مصرف لبنان في الغربية «لتعذّر نقله الى مكان آخر… أمّا جبايات المنطقة الشرقية فكان يحصل عليها عون، ولا يعرف أحد غيره أين هي؟.. أو كيف «طارت»؟

 

ولا ننسى الاتفاق «الصفقة» التي ساهم في إبرامها نجل الرئيس لحود اميل إميل ولحود وميشال سماحة وغيرهما ممّن عقدوا إتفاقاً مع الجنرال في فرنسا، وخططوا لعودته الى لبنان متعهدين بإبطال كل الدعاوى المقامة ضدّه بمباركة من وزير العدل آنذاك عدنان عضوم.

 

دُمّرَ لبنان في تلك الحقبة مادياً ومعنوياً وبنيوياً، ولكأنّ القدر لم يكتفِ بذلك بل جاء انتخاب الجنرال بعد سنتين ونصف السنة من الفراغ بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان. لأنّ مجلس النواب فشل في تأمين نصاب انتخاب رئيس للجمهورية. وكانت الجلسة الأولى لانتخاب رئيس للجمهورية عقدت في 23 نيسان عام 2014 بحضور 124 نائباً، من دون أن يحصل أي مرشح على الغالبية اللازمة ليصبح رئيساً للبلاد. وبهذا التأجيل يكون الفراغ قد لفّ لبنان إذ لا أغلبية مطلقة لأي كتلة، وفشل المجلس النيابي في انتخاب رئيس خلال 45 جلسة… وكان الرئيس سعدالدين الحريري يحضر كل الجلسات ويصوّت لمرشحه الدكتور سمير جعجع.

 

فُقِدَ الأمل في انتخاب جعجع لرئاسة الجمهورية، فعقد الحريري العزم على ترشيح سليمان بك فرنجية، لكن جعجع سارع لإبرام «اتفاق معراب»، وتأييد عون رئيساً… وبدا الوزير فرنجية غير متحمّس لترشيح نفسه، بحجة أنّ «حزب الله» أقنعه بأولوية عون كونه صار كبيراً في العمر، وليست عنده فرصة.

 

لقد لجأ جعجع الى الخيار الأسوأ بعد تأييد الحريري لفرنجية… هذه الظروف فرضت على الرئيس الحريري تأييد «اتفاق معراب» حرصاً على بقاء لبنان موحّداً… وتسلّم عون سدّة الرئاسة…

 

وكما هي عادة الجنرال عون، فهو لا يتغيّر… ظنّ نفسه بعد الوصول الى ما يريد أنه الحاكم بأمره… يرفض مشاركة أحد له في الرأي باستثناء الصهر المدلل، والسبب انهما وجهان لعملة واحدة، أو فلنقل ان باسيل هو صورة طبق الأصل عن عمّه.

 

وبدأت إنجازات الجنرال «التدميرية» في لبنان:

 

أولاً: انهيار العملة الوطنية… فسعر صرف الدولار لامس التسعة آلاف ليرة بعدما كان 1500 ل.ل. فقط والحبل على الجرّار.

 

ثانياً: انهيار المصارف اللبنانية، بعدما كانت من أهم القطاعات في لبنان والعالم… ونذكّر أنّ أمل «إسرائيل» كان إنهاء نجاحها هذا بشتى السبل المتاحة. كما كنا نتميّز بالسرّية المصرفية التي دفعت العديد من أثرياء العالم الى فتح «حسابات» لهم في مصارفنا.

 

ثالثاً: كان لبنان بلد الحضارة والرقيّ والعِلم، كما كان مستشفى الشرق الأول… كان يؤمن بثقافة الحياة، وإذْ به يتحوّل الى ثقافة الموت… فينهار إقتصاده، ويتحلل مجتمعه، وينحدر شعبه الى ما دون خط الفقر بفضل هذا العهد.

 

لقد أُبْعد لبنان عن محيطه العربي، فاختفى الدعم وصار اللبنانيون يعيشون وسط أتون الغلاء.. أليْس تساؤلي منطقياً… لماذا يدمّر لبنان كلما تسلّم الجنرال عون الحكم؟؟!!