يوم الثلاثاء 16 أيلول 2014 قال العماد ميشال عون لبرنامج «بلا حصانة» عبر محطة OTV: «لم أترشح للانتخابات لأن الصوت السني ليس معي»، وهذه هي الحقيقة التي لا يستطيع رئيس كتلة التغيير والإصلاح مجافاتها، فالصوت السُنّي ليس معه ومنذ انتخابات العام 2008 الرئاسيّة، بل منذ ما قبلها، لذا كان إلقائه تهمة «الڤيتو» على اسمه على وزير خارجيّة المملكة العربيّة السعوديّة، مجرّد «مبرّر» لتعذّر وصوله إلى قصر بعبدا، الذي أصبحت المسافة بينه وبين هذا القصر «مستحيلة» بعد إعلان أمين عام حزب الله حسن نصرالله الحرف الأول من اسم مرشّح حزبه للرئاسة، إذ فقد العماد ميشال عون أي إمكانيّة لوصف نفسه بالمرشّح التوافقيّ، فبهذا الإعلان بات عون مرشّح حزب «جنود الوليّ الفقيه»، وهذه الجملة صدرت عن النائب نوّاف الموسوي قبل أيامٍ قليلة.
أمّا لماذا الصوت السُنّي ليس مع العماد ميشال عون فلأسباب كثيرة، ولا نريد أن نعود لعلاقة «السُنّة» بميشال عون ربع قرنٍ من الزمان أي إلى العام 1989، ربما العودة إلى العقد الأخير ستكون كافية ووافية، في الثامن من آذار العام 2011 قال العماد عون: «بيكفي إذا بيحسوا عحالن لازم يستقيلوا نصف النواب بسبب وثائق ويكيليكس»، وبحسب هذا التصريح يمنح عون ما حملته وثائق ويكيليكس صفة «الصدقيّة» التي طالب على أساسها نصف النواب بأن يستقيلوا، وعليه فإن ما نشرته صحيفة الجمهورية في 9 أيار العام 2013 هو نصّ له نصف الصدقيّة «الويكيليكسيّة» التي طالب على أساسها النواب نصف النواب بالاستقالة، فقد نشرت الصحيفة واحدة من وثائق ويكيليكس صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت في 9 آب 2007، جاء فيها أن وزير العدل السابق شارل رزق اجتمع في 7 آب ولمدة ساعتين مع النائب ميشال عون ، مشيراً إلى تشابه التعليقات واختلاف النبرة بين عون وومحمد رضا شيباني [السفير الإيراني آنذاك] وإلى صدمته من استعمال عون ما لم يستعمله السفير الإيراني من مفردات»عنصرية» واصفاً السنّة بـ»الحيوانات».
ونقل رزق عن عون شرحه أن ليس هناك من خيار سوى التعامل مع العلويين من اجل حماية لبنان من السنّة قائلا: لا يجب أن تقع سوريا في يد السُنّة لأنهم سيتحالفون مع سنّة لبنان ويطردون المسيحيين من المنطقة، وأضاف عن نصرالله الذي وصفه بالرجل الحكيم والقائد المعتدل، مشيراً إلى «أن الشيعة في لبنان هم مثل الموارنة من طينة «ملح الأرض» وأن الطائفتين يحبان الأرض وهذه هي الخطوة الأولى إلى حب الوطن، أمّا السُنّة فإنهم «غرباء» ومن دون جذور ومن جنسيات مختلفة وعشاق مال ومتطرفين جدا ( أوضح رزق أن عون استعمل عبارات معادية للسامية ضد السنّة بدل استعمالها ضد اليهود)، ونقل رزق عن عون أن التحالف الشيعي- الماروني هو الوسيلة لمواجهة التهديد السنّي الداخلي (آل الحريري والسنيورة) والخارجي (السعوديون)…
وجاء على لسان رزق أيضاً أن عون شرح أنّ المحادثات بين أميركا وإيران ستؤمّن الحماية للمسيحيين والشيعة في لبنان من التهديد السنّي و ستعبّد الطريق أمامه إلى الرئاسة مدعوماً من «حزب الله، وأن إيران ستساعد أميركا على فهم «التعجرف» السنّي، وأوضح ـ وبحسب شارل رزق دائماً نقلاً عما نشرته صحيفة الجمهوريّة ـ أنّ عون يفضل ونصرالله إيران على سوريا، كما أن الإيرانيين لا يتكلمون العربية وليسوا من السنّة ولا يتواجدون على حدودنا».
وبناء على ما تقدّم في واحدة من وثائق ويكيليكس التي طالب العماد ميشال عون نصف النواب بالاستقالة بعد نشرها، ربما التعجّب هو الموقف الأول الذي نستطيع أن نبديه حيال وصف الجنرال عون للطائفة السُنيّة بـ»الحيوانات»، ثمّ تبريره الوثيقة بأن فيها تحوير لكلامه، أمّا الموقف الثاني فهو قبول العماد ميشال عون إعلان أنّه مرشّح لرئاسة الجمهورية عبر «الوكيل الشرعي» لمرشد الجمهورية الإيرانية علي الخامنئي «وليّ أمر المسلمين ونائب المهدي الإيراني المنتظر»!!