كنا ننتظر في عيد شفيع إخوننا المسيحيين وبالأخص الموارنة أن يوجّه رئيسهم -أي رئيس الجمهورية اللبنانية الجنرال ميشال عون- رسالة يعتذر فيها من كل اللبنانيين عن تردّي الحالة الاقتصادية والمالية والمعيشية والسياحية والصناعية والزراعية والعلمية التي وصلنا إليها.
من في العالم، كان يتصوّر أن يحصل في هذا البلد الجميل الذي يعتبر شعبه من أهم شعوب العالم المنتشرين منذ 200 سنة في جميع أنحاء العالم ما حصل حتى الآن.
من يصدّق أنّ الدولار الاميركي تغيّر سعر صرفه من 1500 ليرة الى 33 ألف ليرة… ولولا طلب الرئيس ميقاتي من حاكم مصرف لبنان الاستاذ رياض سلامة التدخّل لكبح جماح الدولار لما انخفض الى 20 ألف ليرة… في الوقت الذي لا يزال فخامته يتحدث عن التحقيق الجنائي الذي هو حق من حقوقه ومن حقوق الشعب اللبناني كله.
ولكن قبل أن نوجّه الاتهامات الى حاكم مصرف لبنان ونهدّده بالقاضية غادة عون، التي تريد أن تصدر مذكرة توقيف بحقه قبل التحقيق معه بالاستناد الى شكاوى سياسية، هي تعرف والجميع يعرفون، أنّ لا أساس لها من الصحة وليس فيها الحد الأدنى من الصدقية، علماً ان اثنين من الذين أقاموا دعاوى في سويسرا على الحاكم تراجعا وأرسلا رسالة اعتذار مُعْتَرفين أنه غرّر بهما، كذلك فإنّ الحاكم قد استدعى شركتين عالميتين للتدقيق بحسابه الشخصي هما شركة سمعان وغلام للتدقيق BBO، غير ان هناك شركتين عالميتين تحققان أيضاً في حسابات البنك المركزي هما الفاريز ومارسال، وهذا نظام دولي يعمل به في كل البنوك المركزية في العالم.
يا فخامة الرئيس: بدل الحرس القديم الذي أرسلته الى كنيسة مار مارون، أي الى بيت الله، كان الأجدى أن تصلّي في الكنيسة وتطلب من الرب أن يغفر لك ما فعلته بأهلك وببلدك.
يا فخامة الرئيس… الشعارات التي رددها الحرس القديم مضحكة، وهذه تعتبر نوعاً من السخرية، فلو سألناهم لماذا يطلقون هذه الشعارات: «الله… لبنان… عون وبس».
هل هم فرحون بأنّ جامعات ومدارس لبنان تشحذ الدولار لشراء المازوت بغية التدفئة والإنارة؟
هل يعلم حرسك القديم أنّ هناك 90٪ من اللبنانيين لا يَحْصَلون إلاّ على ساعة كهرباء واحدة في اليوم؟
يا فخامة الرئيس.. قبل مجيئك الى الحكم كان لبنان من أكثر الدول حضارة وتقدماً على صعيد الطبابة، إذ كان جميع العرب يأتون الى لبنان للاستشفاء في مستشفى الجامعة الاميركية أو مستشفى أوتيل ديو أو مستشفى الروم أو مستشفى كليمنصو.
وماذا عن الجامعات الاميركية او اليسوعية وغيرهما؟
وماذا عن الصيدليات المقطوعة عنها الأدوية؟
وماذا عن السيارات التي لم يعد باستطاعة المواطن شراء سيارة جديدة؟
أكتفي بهذا الكم من الإنجازات الرئاسية، فربما تصحو فخامتك.. وتقول لنفسك: ماذا فعلت بشعبي؟ وتطلب السماح والمغفرة.